📝 كتب أحمد شموخ ‏هجوم الجنجويد ومليشيا “سُبل السلام” السلفية المدخلية، الموالية لذراع أبوظبي في ليبيا، لخليفة حفتر، على نقاط حدودية سودانية في المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر، لا يؤكد فقط طبيعة العدوان والمؤامرة الدولية والإقليمية ضد السودان وضد سيادته ووحدته وضد كرامة السودانيين، كما ذكر بيان القيادة العامة للجيش. هجوم اليوم يجب أن ننظر إليه وبدون مواربة بأنه تصعيد جديد من تحالف العدوان على السودان "الليكود-أبوظبي". هجوم تحالف "نتنياهو-بن زايد" يتزامن مع انكسارات متتالية تتعرض لها مليشياتهم داخل الحدود السودانية، وجاءت بعد تصعيد الحشد اللوجستي بجسر جوي من الإمارات لمطار الكُفرة خلال الأسابيع الماضية، وصل حدّ ٤ رحلات في اليوم، في محاولة لتشتيت تركيز الحكومة السودانية وقواتها المتقدمة غرباً وجنوباً. جاء الهجوم بعد فشل أذرع أبوظبي على مدى عامين في إخضاع السودانيين وكسر عزيمتهم. لكن هذا المخطط ليس معزولاً. فتصعيد الهجوم ضد السودان لأول مرة من خارج الحدود، والمُخاطرة بترسيخ حقيقة أننا نواجه عدوان أجنبي، ليس سوى فصل في مشروع إعادة هندسة إقليمية متكاملة. قبل يومين فجّر أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، قنبلة إعلامية باعترافه العلني بأن حكومة نتنياهو تموّل وتسلّح ما تُعرف بـ”كتيبة أبو شَباب” في غزة – وهي مليشيا فلسطينية عملت مع تنظيم الدولة، وخاضت معارك ضد الجيش المصري في سيناء – بهدف تفكيك بنية حماس ونسف منظومة المقاومة من الداخل، حيث ظهر قائد المليشيا داخل قطاع غزة يقود عربة تحمل لوحة إماراتية. وكشفت تقارير فايننشال تايمز وإلباييس أن الجماعة تلقت بنادق كلاشنيكوف ومدرعات وأموالاً نقدية مباشرة، في محاولة لتكرار النموذج الإماراتي في السودان وليبيا: صناعة وكيل محلي مرتزق. وتشير التقارير إلى أن الدعم الإماراتي لهذه المليشيا في غزة يمر عبر “العمل الإنساني” – وتحديداً من خلال الواجهات الإغاثية التي أنشأتها أبوظبي في جنوب القطاع منذ بداية العدوان، والتي يبدو أنها صارت مزدوجة الأغراض كما واجهاتها في حدود السودان الغربية والجنوبية، إغاثة وعلاج، مع أهداف لوجستية واستخبارية. إن الإقليم بأكمله يواجه مؤامرة صهيوإماراتية، تقوم على بناء واختراق وشراء شبكات مليشياوية إنفصاليّة متطرفة ومرتزقة -عسكريين ومدنيين- عابرين للحدود، بهدف تسييل الدول وهدم سيادتها، وتفكيك المجتمعات وفصلها عن إرثها الحضاري، والغرض إعادة هندسة الإقليم جغرافياً وديمغرافياً، والمجتمعات سياسياً وعسكرياً وثقافياً؛ بما يخدم الأمن القومي لإسرائيل وبالتبعيّة سلطات أبوظبي. الإمارات_دولة_عدوان