آية استوقفتني ✋🏻 ( ٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَحۡمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِیضُ ٱلۡأَرۡحَامُ وَمَا تَزۡدَادُۚ وَكُلُّ شَیۡءٍ عِندَهُۥ بِمِقۡدَارٍ ) من أيقن بالله لن يغره العطاء ولن يفزعه المنع لان ‏الله جلَّ وعلا خلق كل شيء بقدر ، فعلى المؤمن أن يتيقن أن كل شيء في هذا الكون من خير وشر و سراء وضراء إنما بحكمة وعلمه سبحانه . فما كان لك سيأتيك على ضعفك ، وما لم يكن لك لن تناله بقوتك . لو استقر مفهوم هذه الآية في قلبك لاستطعت أن تقابل الدنيا بيقين راسخ تهون معه شدائد الدنيا وابتلاءاتها ؛ فكل شيءٍ في حُكْمه وقضائه وتدبيره بمقدار معين لا يزيد ولا ينقص في زمان ولا مكان . قال بن عباس رضي الله عنهما : * كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك .* يخبر تعالى عن تمام علمه الذي لا يخفى عليه شيء ، وأنه محيط بما تحمله الحوامل من ذكر أو أنثى ، أو حسن أو قبيح ، أو شقي أو سعيد ، أو طويل العمر أو قصيره وكذلك رزقه . قال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( وما تغيض الأرحام وما تزداد ) قال : ما نقصت عن تسعة أشهر وما زادت عليها . قال قتادة : ( وكل شيء عنده بمقدار ) أي : بأجل ، حفظ أرزاق خلقه وآجالهم ، وجعل لذلك أجلا معلوما . قال مكحول رحمه الله : الجنين في بطن أمه لا يطلب ، ولا يحزن ولا يغتم ، وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه ، فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثديي أمه حتى لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم ، ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله ، فإذا هو بلغ قال : هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ فيقول مكحول : يا ويلك ! غذاك وأنت في بطن أمك ، وأنت طفل صغير ، حتى إذا اشتددت وعقلت ثم تقول بعد ذلك : هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ ثم قرأ مكحول : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار )