*درع الوطن: مشروع عسكري بعقيدة سلفية أم ذراع استخباراتي بغطاء يمني؟* يثير تصاعد نفوذ قوات "درع الوطن" في المحافظات الجنوبية كثيراً من علامات الاستفهام حول تركيبتها العقائدية، وخلفيات قادتها، والأهداف الحقيقية التي تخدمها. فالقيادة العليا لهذه التشكيلات - وعلى رأسها العميد بشير المضربي الصبيحي وقادة الفرقتين الثانية والثالثة - تمتلك تاريخاً سلفياً بارزاً، وكانت طرفاً فاعلاً في صراعات دماج الشهيرة، التي خاضتها التيارات السلفية ضد الحوثيين في صعدة قبل أعوام. اليوم، يظهر هؤلاء في واجهة مشهد عسكري جديد، مدعوم بشكل مباشر من السعودية، وتحت ذريعة محاربة الحوثيين. لكنّ واقع انتشارهم الميداني لا يعكس هذا الهدف؛ إذ تنتشر "درع الوطن" في مناطق استراتيجية غنية بالنفط والموانئ كمأرب، شبوة، حضرموت، والمهرة، فيما تبقى الجبهات الفعلية ضد الحوثيين على حالها. تخوفات متزايدة تشير إلى أن هذا المشروع يحمل في طياته أجندة سعودية تهدف إلى تحويل اليمن، خصوصاً الجنوب، إلى منطقة نفوذ دائم، أو ما يمكن وصفه بـ"حديقة خلفية" كما ألمح سابقاً أحد السفراء السعوديين. ومن هنا، يبرز نداء واضح إلى شباب اليمن: لا تنخدعوا بشعارات القوة والعقيدة، فالتاريخ يعيد نفسه. والقادة الذين جنّدوا المئات في حروب دماج يعيدون اليوم نفس الأدوات بأسماء جديدة، وأهداف قد تكون أخطر.