عاشروهن بالمعروف 💞
عاشروهن بالمعروف 💞
June 2, 2025 at 09:19 AM
{ وليال عشر } ..💎 {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} .. {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر } .. مابين هذين الموقفين ألفُ تاريخٍ وقصّة .. مابينَ ليلةِ الاعترافِ لإسماعيلَ بِنيّةِ الذَّبح ؛ و بينَ مقام إبراهيم فَتىً بين يدي أبيه يُناديه : { يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مـِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُـونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } ! يالله هل كان يَظنّ إبراهيم بنفسه ؛ أن يَذبح ابناً صالحاً يقول له : { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } ! مَـا فعلها " آزَر " مَعـه ! و يَـا للمُفارقةِ في الأقدار .. فَعَلى حين هُدِّدَ إبراهيمُ من أبيهِ بالرَّجم ؛ ها هو إبراهيمُ يَرجم إبليسَ الواقف عَقبةً في طريق ذَبحِ الطّفل الصالح الذي { اشتد َّ} حتى { بَلَغَ مَعهُ السّعي } ! ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟! ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟! تَتكـرّر المشاهـدُ فـي غَرابـةٍ عَجيبة .. تدورُ كدوّامةٍ غامضة .. يتصبّبّ الماضي ؛ عرقاً فـي جَسد الخليل .. يشتدُّ الخفقانُ المرّ في قَلبه .. و تتآكلُ قدميهِ مـن شـِدّة المَشـي ! تجفّ الكلمات في حَلقه : ياهاجر .. كَم مرةٍ سَعَينا مـن أجلِ هـذا الوليـد ! كانت الأولى .. بيـن الصّفا و المَـروة يـا ولـدي ؛ كَـي نَنبش لكَ الحَياة ! و في الثّانية .. نَسعى بكَ بين العَقبات ؛ كَـيْ نُهيّئك للمَـوت ! هل السّعي قَدرٌ لنا ؟ هل الهِجرة و الرِّحلة و السّير حكايتنـا ؟ متى سَتهدأُ الأقدامُ التي أكلَتها تضحيات الطَّـريق ؟ يَـا بُنيّ .. قُـل لأبيك لا ؛ رُبّما أعتذرُ لك بها عند ربّـي .. و لا تقلّ يا أبت ؛ِ فثمّة موت يَعتَريني كلّما ناديتَ ! للمرة الألف ؛ يقفُ إبراهيم أمام الابتلاء وحيدًا.. فَقبلها النّار ، و بعدها النّفي .. و لكنّها المرة الأولى التي تَرتفع يَدَهُ كي يرجُمَ الشّيطان ؛ حتَـى لا يُوقفه فـي مُنتصف الأمـر .. ربّما كانت النّار أرحمُ لو عادت بها الأقدار ! تشتعلُ فتائلُ الحـُزن فـي الصّميـم .. و تشهد له السّماء رغم ذلك؛ أنّ إبراهيم لم يُراوح بين نعم و لا ! يالله هل يَحتملُ إبراهيم ؛ صَرخة إسماعيل عند الذبح ؟ أما كان يَكفي؛ صُراخ الرّضيع في وَحشة المَجهول ؟! فما زال نَحيبُ ألمها في السُّويداء ؛ لم يَصمِت ! هل جرّبت ألا يبقى بينك و بين ابنك ؛ إلا سِكّينة الذّبح .. ألّا يَبقى من عُمره ؛ إلا انهمار الدّم .. أن تَسوقه ؛ كي تَنثالَ على يَديـك قطَـراتُ رُوحـه و هـي تَئـِنّ ! كانت يَدُ إبراهيم تُقاوم اللّجام .. و كان الابتلاء ؛ ينثالُ عليه و يُصبُّ صبّاً .. وكان ملكوتُ الله كلّه ؛ يشهدُ دويّ اللّحظة الأخيرة حين { أسلما و تَلّه ُللجَبين } ! ودّت الشّمسُ ؛ لو تتوقّف عن المَسير .. و صمتَ الكَـونُ ؛ فقد كان الحَدث فوق طاقة الحياة ! انزَوَت الكائناتُ ؛ قبل أن تنكسر أُرجوحة الصّغير بِيَدٍ كانت تَفيض بالقَمح و السّلام ، و لم تَعرف إلا تكسير الأصنام ! ماذا يفعلً الله بك يا إبراهيم ؟! النّجمة التي اشتَهيتُها طويلاً وَوهَبتُها كلَّ الدّعاء ؛ هَـا أنـا أغمِضها للمَـوت .. و سأُبصر دَمَها كلّ صباح ؛ٍ فـي أطباق الطّعام ! ما بين ليلة المَنام حتى لحظة النّهاية ؛ قَطَعَ إبراهيمُ ألفَ خَطوة بألفِ تَنهيدةٍ و تَنهيدة ! ووحده كان الله يسمع .. {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً } .. ها أنذا أحتاجُ أن أرتّلها كثيراً .. أحتاجُ ؛ أن أُقاتل الشّيطان بكلّ حجارة الدُّنيا ! يا للأقدار كيف نُبتلى بما نقول .. و عند النّهاية قالت الحياة : ( ما ذَنبُ اليَمامة أن تَرى بِعينيها العُشّ مُحترقاً و تَجلس فوقَ الرّماد ) ! لِلمشهدِ بقيّة .. فالمَقامات عِندَ الله ؛ِ لا تُورَّثُ .. و لكنّها ؛ تُنـال بِسَبقِ القٌـلوب ! https://whatsapp.com/channel/0029VaFBPao5fM5b9WzFrU1q
❤️ 👍 2

Comments