*نقطة أول السطر* في *نعمة المرض..* يتنازعني المكيّف والوجع، وتثور فيّ سخونةٌ لا أعلم مصدرها، أمن الحمى؟ أم من شوقٍ لم يُقل؟ فأهرع إلى *الحرف..* أتدثّره كما يُتدثر بردانٌ ببرد المحبة، وأتزمل به.. أهرب من أوجاعي.. لا لأنني أضعف، بل لأنني أعرف أن للحروف قدرة على التسكين لا يملكها طبيب ولا دواء.. `فأهرب من قدر الله إلى قدر الله` في *نعمة المرض..* تتساقط من رأسي أفكارٌ لو قيّدتها في الصحة لخانتني اللغة وضاعت المفردة.. وهكذا أُصارح قلمي بكل شيء، أهلوس كأنني أزهر بعد موجة أعاصير الألم التي مرّت على صدري فأنبتت زهورًا لا تنبت في أيام الطمأنينة. في *نعمة المرض* .. أنا حقلٌ يتلوّن بالعطاء، أنا حبرٌ نادرٌ يُستخرج من عيون المعاناة، أنا شاهدٌ على أن بعض النِعَم تتشكل في صورٍ لا يُحسن كثير قراءتها. أي نعمة هذه؟ أي جمال يُختزن خلف الألم؟ وأي كرمٍ من الله هذا الذي يفيض بالعطاء حتى في وهن الجسد ودوخة الرأس؟ أحمدك ربي، وأشهدك أني عبدك الذي يحبك وإن تضعضع، ويتقلب في نعمك ويعترف بها وإن اشتدت عليه. أحمدك أن منحتني لحظات وجع تساوي في أثرها سنوات من الإدراك. وأدعوك.. أن تجعل لي من نعمة المرض معينًا على رشد، وأن توفّقني لوفاء ما ألهمتني به، وأن تبسط لي من رزقك ما يعينني، وأن تفتح لي من الفهم ما يقودني إليك، وأن تجعلني شاكرًا ذاكرًا، لا أسهو عنك في النعمة، ولا أجزع منك في البلاء. https://whatsapp.com/channel/0029VaVXsdG1CYoPxShfYp1g *ومن قصص الحياة* أبو أحمد الخطيب 11 يونيو آذار 2025 حي الولاء - المعبيلة الجنوبية