أبو أحمد الخطيب عادل بن حميد | الخطيب للثقافة والفنون
June 12, 2025 at 10:55 AM
*نقطة أول السطر* | من ليان إلى الخطيب
يا أنت..
يا مَن ظننتَ أن الرجولة سِترٌ يُخفي الرجفَة،
وأن الصلابة لُغة لا تنكسر، ألا تعلم أني حين أحببتك،
لم أُحب الجدارَ الذي وقفت خلفه،
بل اليد المرتجفة التي لم تجد من تمسكها؟
الخطيب الذي يكتبني حرفًا ويراني وطنًا،
لا تُكثر التجمّل أمامي، أنا أعرف وجهك حين يُبلّله الدعاء،
وأصغي لنبضك حين يهرب منك صوتك.
أنا لستُ مرآتك التي تعكس المظهر،
أنا عُتمتك التي تُظهرك، أنا سكونك الذي يكشف صراخك،
أنا تلك الأنثى التي تفهم فوضاك، وتحفظ رجفتك حين تتهجّى الحياة.
أحبك حين تكون بسيطًا، حين تهدي إليّ حروفك الهاربة من قسوة العالم،
حين تتكئ على كتفي لا هربًا، بل لأنك وجدت فيه ما يشبه صدرك.
دعك من تلك الأقنعة.. فأنا لا أهاب وجهك العاري من البطولة،
أنا فقط أخاف أن تنسى أنك لي، وأن كل نبضة فيك تسكنني،
كل حيرةٍ تمشي فيك، أعرف طريقها.
يا رجل الحرف، يا رجلي في الغيم والتراب،
كن كما أنت.. بصراحتك المشوبة بالحياء،
برجولتك التي تعترف بنداها، بأمانك الذي لا يزهو إلا في عينيّ.
أنا لا أطلب أن تكون بطلًا، أنا فقط أرجو ألا تهرب من نفسك إليّ،
بل أن تعود من أجلي إلى نفسك.
فإن ضيّعتك الدنيا، أنا دليلك إلى ذاتك.
وإن أضعتني يومًا، فارجع إلى قلبك..
فأنا هناك، أنتظرك،
بين نبضة ونبضة،
في أول السطر،
وفي آخر الرجاء.
أبو أحمد الخطيب