أ. حسن الدغيم
أ. حسن الدغيم
June 3, 2025 at 08:34 AM
‏على ضفاف الوطنية والأجنبية لا أحد في هذه الدنيا إلا وهو أجنبيٌ بوجهٍ ما، حتى فيما يظن أنه وطنه، فأنا قرشي قدمت من الحجاز يوماً وجاري من بلاد ما وراء النهر ساقت تقادير الزمان أجداده إلى حلب، ودمشق تحتضن الشركس والتركمان والأكراد والعرب، ومثلها حلب تحتضن الأرمن والأكراد والترك من كل دين ومذهب، وحتى العائلات العريقة الضاربة الجذور في كل مدينة هي من أصولٍ جاءت من اليمن أو الأناضول، وفي بغداد ما في دمشق، وفي الغرب ما في الشرق ، ولكل ابن آدم في هذه الدنيا متر مربع متحرك يشغله وهو حي، ومتر مكعب يدفن فيه إذا مات، والنظر للإنسان بعين التمايز القومي وتنميطه بعين مواطن وأجنبي بصورة توحي بالطبقية هو عنصرية وجاهلية تتنافى مع الأخوة الإنسانية، الإنسان أينما كان محترماً للقيم ملتزماً بالقانون فهو مواطن، من أي جنسية كان ومن أي دينٍ كان، ونحن هنا نتكلم عن الأخلاق والقيم واحترام الإنسان لإنسانيته، لا عن الترتيبات الإدارية التي ينبغي أن تنسجم مع القيم الإنسانية إن ما نشهده من عنصرية منفلتة باسم الوطنية وعصبية مقيتة باسم مدينة أو قبيلة، لهو من الجاهلية والصنمية التي أول ما تدمر كرامة المواطن وعزة الوطن. لعمرك ماضاقت بلادٌ بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق https://whatsapp.com/channel/0029VaAH53p42Dcc9j1wbA03
❤️ 👍 5

Comments