أسرار ونصائح للسعادة الزوجية 💑
أسرار ونصائح للسعادة الزوجية 💑
June 9, 2025 at 10:12 AM
📬:منذ صغري كنت أميل إلى أحد جيراني، رغم أنه يكبرني بأكثر من عشر سنوات. كان لدي تجاهه ميول غريبة، ولاحظت بعد أن بلغتُ سنّ الرشد أن الشعور بيننا كان متبادلاً. كنت أراه لا يُنزل بصره عني إذا مررتُ من أمامه، بينما كنت أحاول قدر الإمكان غضّ بصري، إذ إنني متدينة، ونشأتُ في أسرة تُولي اهتمامًا بالغًا بأدب الفتاة وحيائها. لم أُفصح يومًا عمّا كان في قلبي، ولم يحدث بيننا أي تواصل، بل كنت أصده إن حاول الحديث معي، وسمعت لاحقًا أنه كان ينوي خطبتي، إلا أن شخصًا آخر تقدم لخطبتي قبله وتزوجته. بعد زواجي، وفي فترات شعوري بالوحدة ونقص الاهتمام من زوجي، بدأت الخيالات تطاردني، وكنت كثيرًا ما أتخيله يشاركني وحدتي ويؤنسني. تطور الأمر مؤخرًا حتى بتُّ أتخيل نفسي مطلقة منه، وأن ذلك الجار قد تقدم لخطبتي وتزوجته، بل أصبحت أسترسل في خيالات العلاقة الحميمة معه، وهذا أشعرني بضيق شديد. أنا لم أُظهر مشاعري له في يوم من الأيام، لا له ولا لغيره، وكنت دومًا محافظة على نفسي وشرفي ولساني، ولكنني لا أملك قلبي. أشعر بسعادة غريبة في تلك الخيالات، رغم علمي بأنها محرمة وغير واقعية، ويؤنبني ضميري بشدة. أخشى أن يُحاسبني الله على هذه المشاعر، وأشعر كمن يتعاطى شيئًا محرّمًا، يجد فيه لذة وقتية، لكنه يدمّره من الداخل. *فما الذي عليّ فعله؟ وكيف أُنقذ قلبي وديني من هذا البلاء؟* *✒️الرد:* ما تمرين به هو شعور مؤلم، لكنه ليس غريبًا أو مستهجنًا من حيث الطبيعة البشرية، بل هو ابتلاء يحتاج إلى صبر ومجاهدة. فالعاطفة إذا لم تُضبط بالشرع والعقل قد تجرّ الإنسان إلى ما لا يُرضي الله، ولو كان في الظاهر مجرد خيال. *📌أولًا: تلك الميول* التي شعرتِ بها تجاه ذلك الجار منذ صغرك، ربما كانت إعجابًا فطريًا بحكم القرب وكثرة المشاهدة، خاصة مع فارق السن بينكما، والذي قد يولّد في النفس نوعًا من التعلق بمن هو أكبر وأكثر نضجًا. وأما نظراته فربما كانت إعجابًا هو الآخر، لكن الأهم: *لو كان صادق النية، لتقدم لخِطبتك في الوقت المناسب أو على الأقل أعلمك بطريقة مشروعة بذلك،* ولم يترك الأمر للقدر أن يأخذ مجراه حتى تُخطبين وتُصبحين زوجة لرجل آخر. *وهذا يؤكد أن مشاعره لم تكن قوية أو مسؤولة بالقدر الكافي.* *📌ثانيًا: جميل أنك نشأتِ* في بيت يُربي على الأدب والدين، وأنك كنتِ ملتزمة بالحشمة، تكظمين مشاعرك وتحفظين لسانك وبصرك، فهذا دليل على صفاء نفسك، ويُحسب لك ولأسرتك. هذا جانب مشرق لا تُهمليه أبدًا، واثبتي عليه. *📌ثالثًا: الذي تمرين به الآن* من خيالات ومشاعر تجاه ذلك الجار، خاصة بعد شعورك بالوحدة مع زوجك، هو أمر خطير إن تُرك بلا علاج، لأنه يدخل في ما يُسمى بالخيانة العاطفية، ولو كانت في الخيال. فالخيال الذي تصفينه والذي تطور إلى تخيل الطلاق والزواج من غير الزوج، بل وتخيل العلاقة الحميمة، هو باب من أبواب الشيطان، يدخلك على قلبك ونفسك من حيث لا تشعرين، فيُفسد عليك دينك وواقعك وعلاقتك بزوجك، وربما يدفعك – لا قدّر الله – إلى النفور من بيتك وزوجك، *ثم السقوط في ما لا تُحمد عقباه.* *📌رابعًا: أنتِ – بحمد الله –* لم تظهري مشاعرك لذلك الشخص، ولم ترتكبي حرامًا عمليًا، لكن الشرع لا يُبيح الاسترسال بالخيال في أمر محرّم، لأن القلب مُلك لله وحده، ومن أعطاه لغير من أحلّ الله له فقد خان الأمانة. قال الله تعالى: *{يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}* [غافر: 19]. *📌خامسًا:ما تشعرين به* من الذنب وتأنيب الضمير علامة خير، لأن فيه حياة قلب، ولكن لا تكتفي بالندم، بل اتخذي خطوات عملية: *1. اقطعي هذه الخيالات* فورًا، وارفعي شعار *(لن أسمح لخيال أن يخون زوجي).* *2. اجتهدي في التقرب* من زوجك، بحسن التبعل والتزين وبالحوار والاهتمام والتجمّل والودّ. *أخبريه باحتياجاتك العاطفية بلغة محبة وهادئة، فربما هو غافل لا جافّ.* *3. املئي وقت فراغك* بالعبادات والطاعات والقرآن ومجالس العلم، والقراءة وخدمة زوجك وبما ينفعك. *4. اشغلي قلبك وفكرك* بما هو نافع، ولا تتركي مجالًا للفراغ العاطفي أن يهزمك. *5. تذكري أن ما كتبه الله لك سيكون، ولو لم يكن هذا الرجل نصيبك، فذلك لحكمة عظيمة.* 6. فالزواج – كما قال أهل العلم – *هو مقدر ومكتوب كما أن الرزق مقدر ومكتوب، وقد كُتب لكل من الزوجين أن يكون من نصيب الآخر،!* 7. فالزواج لا يُدرك بالحيلة ولا يُمنع بالقوة، والله أرحم بك من نفسك، فلا تظني أن ما فاتك كان خيرًا مما أنتِ فيه. *📌سادسًا: احذري من* أن يتحول هذا الأمر إلى عادة قلبية تُفسد علاقتك بزوجك ودينك.*⚠️كثير من حالات الطلاق بدأت من خيال لم يُضبط، ثم تحولت إلى نفور ثم إلى خراب بيوت.* *📝وأخيرًا:* استعيني بالله، وأكثري من قول: *> "اللهم اصرف عني السوء والفحشاء، واملأ قلبي بحبك وحب من يحبك، واجعل لي في زوجي غنًى وكفاية ومودة ورحمة."* أسأل الله أن يطهّر قلبك، ويحفظ عليك دينك وزوجك وأسرتك، ويصرف عنك كيد الشيطان، ويملأ حياتك سعادةً ورضًا.
❤️ 👍 💯 🤲 13

Comments