📬زوجتي تهملني كثيرًا في جانب الحياة الزوجية. لدينا طفلان، ورغم أنهما ينامان في سرير منفصل عنا، إلا أنها تختار أن تنام وحدها، وغالبًا ما تنام قبل أن آتي إلى الفراش. لا تدعوني للنوم معها، إلا إذا أيقظتها بنفسي. أغيب عن البيت أسبوعًا، ثم أعود فلا أجد استقبالًا فيه شوق أو محبة. لقد نبهتها عدة مرات، لكنها لا تستجيب. في الليل، تنام وتتركني وحدي أسهر، وفي النهار تنشغل بأعمال البيت. ومع ذلك، فأنا أدللها، ولا أقصّر معها في شيء. كلما عاتبتها، ترد بأنها متعبة. يوميًا تقول: "أنا تعبانة". لقد سئمت، رغم أنني أحبها، لكنها تتجاهلني. لا تبادر بالمحبة أو العلاقة، حتى العلاقة الخاصة تهملها، إلى درجة أنها أحيانًا تنام وتتركني بلا عشاء. هي لا تبادر بأي لمسة أو كلمة، وأنا دائمًا من يبدأ. لقد مللت هذه الحياة معها، وكررت تنبيهي لها أكثر من مرة، لكنها لا تفهم. يبدو عليها برود جنسي، رغم أنني لم أقصّر معها بشيء، وأعاملها بحنان. أشعر بإهمال كبير منها، وأريد أن أعرف ما السبب؟ وبماذا تنصحني؟ أخاف أن يغلبني الغضب يومًا، وأتخذ قرارًا بالطلاق بسبب تصرفاتها. *وسؤالي أيضا:* كيف أعرف إن كانت تحبني أو تكرهني؟ --- *✒️الرد:* *أخي الكريم،* أحييك أولًا على صبرك وحرصك على الحفاظ على بيتك، رغم شعورك بالإهمال والخذلان. من الواضح أنك تحب زوجتك، ولا يقتصر اهتمامك على جانب العلاقة الجسدية فقط، بل تشتاق أيضًا إلى مشاعر الحب والمبادرة والرغبة من جهتها، وهذا حقك الطبيعي كزوج وشريك حياة. وما تمر به مؤلم، خاصة حينما تُعطي وتُدلّل وتبذل، ثم تلقى برودًا أو جفاءً في المقابل. --- *🧠 أولًا: هل زوجتك تحبك أم لا؟* البعض يحكم على زوجته من خلال تصرفاتها بأنها تحبه أو لا تحبه وهذا تفكير قد يكون خاطئا❌ *❗ فلا تظن أن تصرفاتها تدل على أنها تكرهك، فقد تكون تصرفاتها غير واعية أو بسبب جهل منها.* ربما هي لا تعلم أن هذه التصرفات دليل برود أو جفاء. لذا، أحسن الظن بها، وقم بتوعيتها بلطف وهدوء. ومن خلال كلامك، يبدو أنها متعبة نفسيًا أو جسديًا أكثر من كونها تكرهك. لكن هذا لا ينفي أنها مقصّرة، ومن حقك أن تحزن وتتألم. --- *⚠️ ثانيًا: ما الأسباب المحتملة لتصرفها؟* *1. الإرهاق الجسدي والذهني:* قد تنهك المرأة من الأعمال اليومية: تنظيف، طبخ، تربية الأطفال، وربما تعاني من قلة النوم. وهذا الإرهاق يُضعف الرغبة. *2. البرود الجنسي أو النفسي:* بعض النساء لديهن برود فطري، أو يمررن بمرحلة فتور، خاصة بعد الولادة أو عند وجود ضغط نفسي. *3. مشكلة نفسية أو عاطفية دفينة:* قد تكون هناك مشاكل سابقة بينكما لم تُحلّ، أو أمر داخلها لم تُفصح عنه. *4. الروتين أو الملل الزوجي:* قد تكون العلاقة أصبحت روتينية جدًا، بلا تجديد أو مشاعر أو إثارة. *5. شعورها بأنك "مضمون":* بعض النساء حينما يضمنّ وجود الزوج، يتراخين في العلاقة دون وعي. --- *📌 ثالثا : تنبيهات مهمة جدًا* ❌ لا تُقارن زوجتك بغيرها من النساء *> "فلانة تدلّل زوجها"، "زوجة صديقي تهتم به"، أو "رأيت مقطعًا تُعامل فيه الزوجة زوجها بطريقة جميلة"…* كل هذه المقارنات تقتل مشاعر المرأة وتُشعرها بالنقص أو بالتهديد. ✅ ركّز على *"علاقتكما أنتما"،* لا على علاقات الآخرين. --- ❌ لا تُكثر من الانتقاد والتجريح حتى لو كنت متألمًا، لا تجعل أسلوبك هجوميًا. *✘ لا تقل:* *> "أنتِ مهملة، باردة، لا تصلحين!"* *✔️ بل قل:* *> "أنا بحاجة إلى قربك، أشعر أني أضعف عندما تبتعدين عني، وأتمنى أن أراكِ دائمًا بجانبي."* ✅ العتاب المحبّب يفتح القلوب، أما التجريح فيغلقها. *✅ رابعا: ماذا تفعل الآن؟ (خطة عملية)* *1. جلسة مصارحة هادئة:* > "أنا متعب ومشتاق إليك، أشعر أنك غائبة عني، وأحس أني وحيد وأنا زوجك. لا أتكلم عن العلاقة الجسدية فقط، بل عن الحب، والقرب، والحنان. أصبحتُ أشعر أني ضيف لديكِ. إن كان في قلبك شيء، فقولي لي، لكن لا أستطيع الاستمرار على هذا الحال." *2. افتح موضوع البرود الجنسي بلطف:* *> "هل تشعرين بتعب شديد؟ هل تحسين بأنك فقدتِ رغبتك؟ هل تعتقدين أننا بحاجة لمراجعة طبيبة نساء أو استشارية علاقات زوجية؟"* *3. اكسر الروتين بينكما:* إن استطعت اصطحابها ليومين بمفردكما (من دون الأطفال)، فافعلا. جَدِّد العلاقة بلمسات، وهدايا، وكلمات حب، ولكن دون ضغط مباشر. *4. كن واضحًا معها:* *> "أنا بحاجة إلى حياة زوجية سعيدة معك، فيها حب وعلاقة ومشاعر.* إن كان هناك ما يمنعك، فلنبحث عن حل سويًا. لكني إنسان، واحتياجاتي ليست أمرًا بسيطًا يمكن تجاهله." *5. إن لم تتجاوب:* اقترح عليها مراجعة استشارية علاقات زوجية. *👌🏻نصيحة للزوج:* لا تتسرّع في اتخاذ قرارات قد تندم عليها، واصبر وتحلَّ بالهدوء والحوار. ذكّر زوجتك بخطورة ما تفعله شرعًا، وأن امتناعها عنك دون عذر يعرضها لسخط ربها، ويهدد استقرار بيتكما. *⚖️ وأخيرًا: كن متوازنًا* • عبّر عن ألمك واحتياجك بوضوح. • دون مقارنة، أو تجريح، أو تهديد. • *وكن صادقًا مع نفسك:* وابحث عن الأسباب التي قد تكون سببا في جفاءها وهجرانها. ..... 💡 بإذن الله، سنتحدث في منشورات قادمة عن هذا الموضوع المهم: *"خطورة امتناع الزوجة عن الفراش، ورفضها النوم مع زوجها بالأدلة الشرعية"*