
أسرار ونصائح للسعادة الزوجية 💑
June 11, 2025 at 10:16 AM
"ما حكم قول: *اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف فيه*؟ وهل يجوز لي أن أدعو بهذا الدعاء إذا تعسرت حياتي الزوجية، حيث لا أريد ترك الزواج، بل أطلب اللطف فيه؟"
*الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:*
*حكم الدعاء بـ "اللهم لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه"*
هذا الدعاء *جائز وحسن*، وهو من الأدعية التي تجمع بين *التسليم لقضاء الله* و *الالتجاء إلى لطفه ورحمته*. وقد وردت أدلة من الكتاب والسنة تؤصل لمثل هذا الدعاء، منها:
1. *من السنة النبوية:*
- حديث النبي ﷺ: *«لَا يَرُدُّ القَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ»* (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
وهذا يدل على أن الدعاء من أسباب تغيير القضاء أو تخفيفه.
- دعاء النبي ﷺ عند الكرب: *«اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْنَ إِذَا شِئْتَ سَهْلًا»* (رواه ابن حبان وصححه الألباني).
- ودعاؤه ﷺ: *«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ...»* (متفق عليه)، وهو يشمل طلب التيسير في الشدائد.
2. *من القرآن الكريم:*
- قول الله تعالى: *{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}* (البقرة: 216)، فطلب اللطف في القضاء هو سؤال الله أن يُظهر الخير فيما قدَّره.
- وقوله تعالى: *{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}* (الفرقان: 74)، وهو دعاء بالصلاح والبركة في الأهل والذرية.
*هل يجوز قول هذا الدعاء عند تعسر الحياة الزوجية؟*
نعم، يُشرع للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء إذا واجه صعوبات في حياته الزوجية، فلا يطلب الفرقة، بل يسأل الله *التيسير والصلاح*. وهذا من *حسن التوكل على الله*، مع الأخذ بالأسباب المشروعة للإصلاح، مثل:
- الصبر والحوار الهادئ.
- الاستعانة بأهل الخير والاستشارة الشرعية.
- الدعاء بتفريج الهم، كقول النبي ﷺ: *«اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي...»* (رواه مسلم).
*كلام العلماء في ذلك:*
- قال *ابن القيم* في "مدارج السالكين":*(من أعظم الأدب مع الله أن تسأله اللطف في قضائه، مع الرضا بما قدَّر).*
- وقال *ابن عثيمين*: *(لا بأس أن تدعو الله أن يصلح زوجك ويجمع بينكما على خير، بل هذا من الدعاء المطلوب).*
*الخلاصة:*
- الدعاء بطلب اللطف في القضاء *مشروع*، وهو جمع بين *الرضا والتضرع إلى الله*.
- يُستحب للمسلم أن يدعو بصلاح حياته الزوجية، كما في آية *﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾* [الفرقان: ٧٤]
- مع الأخذ بأسباب الإصلاح.
- الدعاء من أعظم الأسباب في تغيير القضاء أو تخفيفه، كما في الحديث: *«لَا يَرُدُّ القَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ»*، وحديث: *«اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إِلَّا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا»*.
*والله تعالى أعلم، وهو المستعان.*
*✒️منقول.*
❤️
👍
❤
7