🍀 وسطية واعتدال 🍀
June 5, 2025 at 12:00 PM
قررت ترك الجامعة، ثم شيئًا فشيئًا بدأت أُقصّر في القرطاسية، مشاعري تعبت، حتى تصاميمي لم تعد تشبهني.. وبعد عامٍ بالتمام، كانت المقرأة قد نَمَت وكبرت، حتى أصبحت تضم اثنتي عشرة حلقة، لكن قلبي كان مثقلاً بسؤال: أيهما أُضحّي به؟ مقرأة أسستها منذ عام؟ أم قرطاسية سعيت لها بكل ما أُوتيت من قوة لخمس سنوات؟ جلست أيّامًا أستخير، بكيت، وتألمت لفكرة أن أترك شيئًا حلمت به طويلًا، لكنّي قررت أن أُضّحي بالقرطاسية، خمس سنوات من الحلم، والتصميم، والدموع، والدفاتر، والكروت، ورائحة الورق.. وضعتها كلها في صناديق، وحملتها بيدي إلى المستودع. شعرت أنني أطوي فصلًا من حياتي بيدي، ولا أعرف إن كنت سأفتحه يومًا من جديد.
لكنني فهمت لاحقًا أن الله ما أخذ مني شيئًا، إلا ليُنمّي في قلبي شيئًا آخر أعظم، جميع خبراتي المتراكمة في التصميم، والجداول، والتنظيم، ومخططات القرطاسية، أصبحت اليوم روحًا في مقرأة رفد الخير، كنت أظن أن القرطاسية انتهت، لكن كان الخير الذي زرعته هناك، قد آن له أن *يرفد* في مكانٍ آخر. وأصبحت بمثابة مرحلة إعداد، وتدريبٌ عظيم لصناعة هذا المشروع القرآني الكبير.
*هل تظنون أن مقرأة رفد الخير وُلِدت فجأة؟*
لا، وُلِدت في لحظة صدق، في سجدة عميقة، في يوم عرفة، حين دعوت الله بوظيفة ذات شأن عظيم.. فأعطاني ما هو أعظم من الوظيفة: هذه الرسالة، التي تصبُّ الخير في الدنيا والآخرة، رفد الخير ليست مقرأة فقط.. إنّها كل شيء كنتُه: طالبة، ومعلمة، وصاحبة مشروع، ومصممة مفكرات، وساعية لله، هي الثمرة التي نضجت من بذور كثيرة، وبكاء كثير، وجهد عظيم لا يراه أحد.