السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : `نصيحة وتذكير لنفسي أولاً ولإخواني وأخواتي ثانياً` عباد الله يقول الله في محكم كتابه قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" [آل عمران : 185] *إخواني وأخواتي بعد مائة عام أو أقل أنا وأنتَ وأنتِ وهو وهي كلنا سنكون في القبور وسنصبح في خبر كان وليس لنا في قبورنا وفي الآخرة إلا ما قدمناه ونحن على وجه هذه الأرض فعلينا إخواني و أخواتي أن نجتهد في التزود من الأعمال الصالحة واغتنام الأوقات وقراءة وحفظ وتدبر كلام رب الأرض والسماوات علينا أحبابي أن نغتم الفرص ما دمنا في الحياة علينا أن يكون همنا مرضاة الله سبحانه وتعالى والآخرة والجنة فعندما نكون في القبر سينسانا الجميع ولن ينفعنا إلا ما قدمناه قال تعالى(( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى * وأن إلى ربك المنتهى )) وقال تعالى (( كل نفس بما كسبت رهينة )) وقال تعالى(( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ))* وفي الحديث الصحيح قال ابن عمر رضي الله عنهما أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ. وكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. *أحبابي لن ينفعنا إلا ما قدمناه نحن عندما كنا على الأرض في هذه الحياة فاغتنموا أعماركم وأوقاتكم وأيامكم وساعاتكم بذكر الله وقراءة القرآن وحضور مجالس العلم وفعل الخير والصدقات الجارية قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له* *فعلينا أن نتصدق وخصوصا لمن كانت أموره ميسرة فعليه بالتزود والإكثار من الصدقات الجارية فثوابها وأجرها لا ينقطع حتى بعد موته وستنفعه يوم لا ينفع مال ولابنون وعلينا أن ننشر العلم ونشر العلم من الصدقات الجارية وكذلك نربي أولادنا على العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم من أجل أن يدعوا لنا في حياتنا وبعد موتنا ونكسب أجورآ بإذن الله تعالى كلما عملوا أعمالا صالحة ولو بعد موتنا لأننا كنا سبب في تربيتهم على العقيدة الصحيحة* *إخواني وأخواتي والله وبالله وتالله أن الحياة فرصة لمن اغتنمها فيما يقربه من الله سبحانه وتعالى وفرصة لمن عمل فيها بالطاعات والقربات فهي مزرعة للآخرة وما تقدمه هنا من خير سينفعك بإذن الله لحياتك الحقيقية الأبدية من قبل أن نندم ولا ينفع الندم ونقول كما أخبر الله تعالى(( يا ليتني قدمت لحياتي * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد * )) قال تعالى: "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ" "لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" [المؤمنون : 100]* فارقت موضع مرقدي *** يوماً ففارقني السكون القــــــبر أول ليـــــــلةٍ *** بالله قـل لي ما يكــون؟ كيف شعورك فيه؟ كيف يكون حالك؟ ماذا تقول؟ كيف أؤنسك؟ أين ابنتك؟ أين أبوك؟ أين أهلك؟ أين دارك؟ إذا كان هـذا القبر أول حفـرةٍ..... ليوم المعاد والمحبين أكثرُ فماذا تقول اليوم من بعد حسرةٍ..... تلاقي بها المعبود والله أكبرُ ثبت في الحديث الصحيح عن عثمان - رضي الله عنه - أنه كان إذا وقف على القبر بكى، وكان إذا ذُكرت له الجنة والنار لم يبكِ كبكائه للقبر. فقالوا له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي؟! قال: أخبرني خليلي- صلى الله عليه وسلم - أن القبر أول منزل من منازل الآخرة. إنها كلمات صادقة من نبي كــريم! القبر أول منزل من منازل الآخرة! مرّ علي - رضي الله عنه - بالمقابر فقال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع، وإنا بكم عما قليل لاحقون، اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر الموت والمعاد وعمل للحساب. ثم قال: يا أهل القبور، أما الأزواج فقد نُكحت، وأما الديار فقد سُكنت، وأما الأموال فقد ُقسّمت، هذا خبر من عندنا، فما خبر من عندكم؟ مالي أراكم لا تجيبون؟ ثم التفت إلى أصحابه - رضي الله عنه - فقال: أما إنهم لو تكلموا لقالوا وجدنا أن خير الزاد التقوى.. فبكى- رضي الله عنه- وأبكى أصحابه. زيادة المرء في دنياه خسران............. وربحه غير محض الخير خسرانُ يا عامراً لخراب الدار مجتهداً................. بالله هل لخراب الدار عمرانُ؟ زيّنا الفلل، ركبنا المراكب البهية الرضية، عندنا مناصب ووظائف.. لكن ماذا فعلنا في القبور؟ أتعرف قبر الملك من المملوك؟ أتعرف قبر الغني من الفقير؟ أتيت القبور فناديتها.......... أين المعظم والمحتقر؟ تفانوا جميعاً فما مخبرٌ........ وماتوا جميعاً ومات الخبر فيا سائلي عن أناسٍ مضوا......... أمالك فيما مضى مُعتبَر؟ فيا عجباً ممن آثر الحظ الفاني الخسيس، على الحظ الباقي النفيس، وممن باع جنة عرضها السماوات والأرض بسجنٍ ضيقٍ في هذه الدنيا الفانية! ويا عجباً ممن باع سماع خطاب الرحمن.. بسماع المعازف والغناء! فتذكر يا غافلاً عن الآخرة وتفكر في الموت وما بعده فكفى به قاطعاً للأمنيات، وحارماً للذات، ومفرقاً للجماعات، كيف والقدوم على عقبه لا تدري المهبط بعدها إلى النار أم إلى الجنة؟! *ولكن من اغتنم الفرصة وعمل الأعمال الصالحة وعمر أوقاته بكل عمل يقربه من الله واجتنب ما يغضب الله سبحانه وتعالى فحينئذ سيسعد في الدنيا والآخرة وسيكون بفضل الله ممن يقول لهم الله تعالى (( يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ))* جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وجمعني وإياكم ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا واخواننا وأخواتنا ومن نحبهم في الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب إنه ربي الكريم المتفضل الوهاب سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين وخير الرازقين اللهم ادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين وأجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا ممن تقول لهم يوم القيامة "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ" والحمد لله رب العالمين ✍🏻 وكتبه مشرف مجموعة `(( في الجنة نلتقي ))` أخوكم / أبو عبدالرحمن *زهير بن صالح بن عبدالرحمن بن عثمان القحطاني* > غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه سميع قريب مجيب الدعوات