‏✍قال شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله-: "وإن كان لابد لكل علم من وارث؛ فالأخيار يرثون العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح، والأشرار يرثون شر أهل البدع الممثل في بث شهواتهم، ونشر شبهاتهم إذ هذه بضاعتهم؛ كما قال ابن حزم -رحمه الله- في «الفِصل» محذِّرًا من شرهم:((فاعلموا -رحمكم الله- أن جميع فرق الضلالة لم يُجر الله قط على أيديهم خيرًا، ولا فتح على أيديهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفعت على أيديهم للإسلام راية، بل ما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون سيوفهم على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين)). ولقد استمر النزال بين أهل الحق والسنة وبين أهل الهوى والبدعة إلى يومنا هذا، كلما خرج منهم عنق قطع: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}. [الرعد: ۱۷]، ولولا من يقيمه الله في كل زمان ومكان من العلماء الربانيين لرد باطل المبتدعين وزيغ الزائغين؛ لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على العالمين". 📚[الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية ص ١٤٨/١٤٧].