
نشر العلم النافع السلفي الأثري.
June 11, 2025 at 11:24 AM
.
📌*تفسير قول الله تعالى :*
( *لا يمسه إلا المطهرون*) [ *سورة الواقعة : 79]*
*قال ابنُ القيّم رحمه الله* (*والصحيح في الآية: أن المراد به :الصحف التي بأيدي الملائكة لوجوه منها* :
*أولا :أنه وصفه بأنه مكنون، والمكنون المستور عن العيون، وهذا إنما هو في الصحف التي بأيدي الملائكة*.
*ثانياً :أنه قال: «لا يمسه إلا المطهرون ، وهم الملائكة، ولو أراد المؤمنين المتوضئين لقال: لا يمسه إلا المتطهرون، كما قال تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين* *فـالـملائكة مطهرون،والـمـؤمـنـون الـمـتـوضـئـون متطهرون*
*ثالثاً ؛ أن هذا إخبار، ولو كان نهيا لقال : لا يمسه بالجزم، والأصل في الخبر أن يكون خبرا صورة ومعنى*.
*رابعاً : أن هذا رد على من قال إن الشيطان جاء بهذا القرآن،فاخبر تعالى أنه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ولا وصول لها اليه وانما تناله الأرواح المطهرة وهم الملائكة*
*خامساً : أن الآية مكية، في سورة مكية تتضمن تقرير التوحيد، والنبوة والمعاد، وإثبات الصانع، والرد على الكفار، وهذا المعنى أليق بالمقصود من فرع عملي، وهو حكم مس المحدث المصحف*
*سادساً : أنه لو أريد به الكتاب الذي بأيدي الناس لم يكن في الإقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير الفائدة، ومن المعلوم أن كل كلام فهو قابل لأن يكون في كتاب، حقا أو باطلًا، بخلاف ما إذا وقع القسم على أنه في كتاب مصون مستور عن العيون عند الله، لا يصل إليه شيطان، ولا ينال منه، إلا الأرواح الطاهرة الزكية* .
*فهذا المعنى اليقُ وأجلُّ وأخلقُ بالآية بلا شك*)
*التفسير القيم لإبن القيم رحمه الله ص٣٧٤*