حين تضع في فنجان قهوتك داخل فندق فاخر كميةً من السكر أو الحليب تفوق ما تعتاده في بيتك، فاعلم أن في داخلك بذرة فساد تنتظر أن تُسقى. وحين تملأ صحنك في الولائم والبوفيهات بما لا تقدر على التهامه، فقط لأن غيرك من سيدفع، فاعلم أنك — إن قُدِّمت لك موائد المال العام — لن تتردد في نهشها. إذا اعتدت أن تتجاوز الناس في الطوابير، فلن يضيرك أن تتسلّق على أكتافهم إن قادتك الدروب إلى سلطة. وإن التقطت من الشارع مالًا أو شيئًا ليس لك، وعدَدتَه غنيمة، ففي داخلك لصٌّ صغير يتربّص بالفرص. حين تسأل عن الاسم الأخير قبل الأول، فأنت لا تبحث عن إنسان بل عن نسب، والتمييز في داخلك متأهّب ليُقصي أو يُقرّب، لا لشيء سوى الأصل. وإن كان إعجابك محصورًا في الأشخاص لا في الفكر والإنجاز، فميزانك مختلّ، وعقلك أسير الوجوه لا القيم. إذا أحببت امرأة فقط لأنها لا تكلّفك شيئًا، فثمنك بخس، وستبيع نفسك لمن يدفع أكثر. وحين تمرّ بإشارة المرور الحمراء، فقط لأن لا أحد يراك، فأنت مؤهّل لتجاوزات أكبر… وأخطر. الأمانة الحقّة لا تُقاس بنظرات الناس، بل بما تفعله وأنت وحدك، لا يراك إلا الله. الفساد لا يبدأ من الكرسي، بل من نوايا صغيرة تسكن القلب، ومن لحظة ضعفٍ أمام اختبارٍ بسيط. فابدأ من نفسك، تكن الحربُ عادلة. 🖊️ *قناة ملخصات كتب*