خلاب |💛🌿
خلاب |💛🌿
June 12, 2025 at 11:25 AM
نُصرة الإسلام والمسلمين لا تحتاج إلى مجهود كبير! بمناسبة اقتراب وصول قافلة الصمود إلى مصر، مُنذ ثلاثة أسابيع تقريبًا رأيت منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي يُعلن عن بدء مسيرة لدعم غزة وكسر الحصار عنها. وكانت ستبدأ في يوم ١٢ يونيو من القاهرة إلى العريش، ثم سيرًا على الأقدام إلى رفح لمدة ثلاثة أيام في الصحراء للوصول إلى معبر رفح في يوم ١٥ يونيو. وكان من سيَنضم إلى هذه المسيرة مجموعة كبيرة من المؤثرين والنشطاء والصحفيين وبعض الشعوب من حول العالم. ثم رأيت الكثير من المصريين يرغبون في الانضمام إلى هذه المسيرة، وتمت الإجابة عليهم بإرسال رابط الحجز للانضمام. في البداية، ترددتُ كثيرًا حول إمكانية الانضمام، وتساءلت: هل سأستطيع؟ ثم قررت أني سأنضم معهم. بعد ذلك، تأكدت من التاريخ مجددًا لأن لدي آخر اختبارين في الجامعة، فوجدت أن وصولهم إلى معبر رفح سيكون يوم ١٥ يونيو، وهو نفس يوم امتحاني ما قبل الأخير في أيام الامتحانات! بالطبع حزنتُ كثيرًا ولم أدرِ ماذا أفعل، ففقدت الأمل. ومضت الأيام حتى يوم ٩ يونيو، حين شاهدتُ قافلة بدأت الخروج من تونس لدعم غزة بالتزامن مع مسيرة يوم ١٢ يونيو. فقلت لنفسي: لماذا يجب أن أجلس هنا بينما الجميع يذهب إلى غزة لكسر الحصار؟ وقررت أني سأنضم، وربما أجد طريقة للذهاب معهم في مسيرة أخرى بعد انتهاء اختباراتي. لكني وجدت أن الحجز انتهى يوم ٧ يونيو! حزنتُ مرةً أخرى، وعلمتُ حينها أنه ليس مقدَّرًا لي الذهاب معهم، لكنني تذكرتُ حديث الشيخ أحمد السيد -حفظه الله- عن نصرة الإسلام والمسلمين، حيث قال: " لا يجب عليك أن تفعل كل شيء لنصرة الإسلام، ولا يجب أن تقوم بعملٍ ضخمٍ إذا لم يكن في وسعك. فمن استطاع المقاطعة فليفعل، ومن استطاع الدعاء لهم فليدعُ، وليُبادر ويجتهد. وإن استطعتَ الخروج أو التظاهر أو الدعم بالكلمة فافعل، لكن إذا قُيِّدت أو أُسكِتَّ أو عُجِّزت بكل الطرق، فاعلم أن هذا قدْرُك، والله يرى صدق نيتك حتى لو لم يؤثِّر عملك في شيء، حتى لو كان بسيطًا. كل ما عليك هو العمل والفعل، أما النتيجة فهي على الله. أنت مسلمٌ مكلَّفٌ بالعمل والنصرة، لكن النتيجة ليست من شأنك! " فعلمتُ حينها أنها إرادة الله، فرضيتُ واكتفيتُ بأن الله يعلم صدق نيتي. يا إخوتي وأخواتي، افعلوا واجتهدوا وانصروا، ينصركم الله. قاطعوا من أجل الله ثم من أجل عباده المستضعفين، وادعوا لهم بإخلاص، وتابعوا أحوالهم ولو من بعيد. تحدثوا عنهم في وسائل التواصل أو مع الأهل والجيران والأصدقاء. إن استطعتم التظاهر أو الدعم بالكلمة فافعلوا، وإن عجزتم عجزًا تامًّا ولم يبقَ لكم حيلة، فتوقَّفوا هنا، فهذا هو قدْرُكم. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. ومع ذلك، أحكموا النية، فالنية أبلغ من العمل، ولعل الله يؤجركم عليها حتى لو لم تقدروا على الفعل! اللهم انصر أهل غزة والمقاومة، وثبِّت أقدامهم، واحفظهم، وافُكَّ كربهم، وفرِّج همهم، وكن لهم عونًا ونصيرًا. يا رب يسر طريق قافلة الصمود، وسهِّل مهمتهم، وأطفئ نار هذه الحرب، وارفَع الحصار عن أهلنا في غزة. واستخدِمنا في نصرة المستضعفين، ولا تستبدلنا أبدًا يا أرحم الراحمين.
❤️ 1

Comments