كأنك تراهُ
كأنك تراهُ
June 3, 2025 at 02:45 PM
يا ولدي… أَما وقد أظلّتك العشر، فلا تقل: "فاتني رمضان"! فالله الكريم، لا يحبس رحمته في شهر، ولا يقفل أبواب القرب بانقضاء المواسم! إنه الجبّار، يَجبرُ كسرَ التّواني بمواسم التعويض، ويجعل من كل غفلةٍ سُلّمًا لليقظة؛ لمن شاء أن يعود.. يا ولدي… هذه الأيام  من وجوه الرحمة والنفحات.. هي صَحوٌ بعد سُبات، ومرفأٌ بعد تيه.. هي صرخةُ السماء لقلوبٍ أدركت التقصير: ((عودوا، فالطريق لم يُغلق…)) لا تفوّتوا المآب.. ومن استدرك فقد أدرك. ومن قصر في ليلة القدر، فلا يُهمل نهارات الذكر! يا ولدي… إنها عشرٌ لا تُشبه ما سبق، عشرٌ تجعلُ من الفائتين لاحقين، ومن المذنبين عابدين، ومن الغافلين شهودًا على اللحظة… لحظة الرجوع لا التمنّي! فلا تجعلها تمرّ عليك وأنت غافلٌ لا تدرك النور، بل خُذها أخْذَ من كاد يغرق، ثم مُدَّت له أطواق النجاة… اجعل من العشر محكمة للروح، تعرض فيها الذنوب، ويُحكم عليها بالندم، وتُرفع في دعوة آخر الليل.. فالله يقبل العتبى، ويجبر المتعبين، من دنوا من الكريم، واعترفوا بالتقصير وقالوا: ما لنا غير بابك، فلا تردنا عن جنابك. يا ولدي.. اجعل هذه الأيام ميراثًا للروح، لا ذكرى عابرة… وازرع في كل فجر نيّة، وفي كل سجدة طلبًا، وفي كل دمعة ميثاقًا: أّنَّكَ وإن تأخرت…فلن تفوّت الباب. فالعبرة يا ولدي، ليست بمن بدأ، بل بمن أتمّ.. ولا تعوّل على عمرٍ لا تدري متى انقطاعه! فانهض وقل: ربِّ اجعل لي في هذه الأيام فتحًا، واغسل بها قلبي من أثر الغياب.. #في_كل_منا_فارس
❤️ 1

Comments