قصص  ـــ ومواعظ اسلاميه
قصص ـــ ومواعظ اسلاميه
June 13, 2025 at 02:11 AM
اعقل نساء العرب هنيسة .بنت أوس بن حارثة بن لام الطــَّـائي حُـكيَ عن الحارث بن عوف بن أبي حارثة ، أنه قال لخارجة بن سنان : - أترى أني أخطب إلى أحد ، فيردَّني ؟ قال خارجة بن سنان : - نعم ، هو بنت. قال الحارث : اركب بنا إليه . فذهب إلى بلاد أوس ، فوجده في فناء داره ، فقال أوس : - مرحباً بك يا حارث ، ما الذي جاء بكَ ؟ قال : جئتُ خاطباً . فانصرف أوس ، ولم يُكلـِّـمهُ ، ثمَّ دخل على امرأته غاضباً ، فقالت له : من الرَّجل الذي سلــَّـم عليكَ ، فلم تـُطل معه الوقوف ، ولم تكلـِّـمهُ ؟ فقال : - ذلكَ سيِّد العرب الحارث بن عوف ، ولقد أهانني لأنه جاءني خاطباً . قالت : - ألستَ تزعم أنه سيِّد العرب ؟ وإذا لم تـُزوِّج سيِّد العرب في زمانه ، فمن تـُزوِّج ؟ فتدارك ما كان منكَ بأن تلحقهُ ، فتردَّهُ . ثمَّ مضى أوس حتى لحق بالحارث ، فقال لهُ : - إنكَ لقيتني وأنا مُغضب لأمر ، فلكَ المعذرة في ما فرط مني ، فارجع ، ولكَ عندي كلَّ ما طلبتَ . فرجع مسروراً ، ثمَّ دخل أوس منزلهُ ، وطلب من زوجته أن تدعو إليه كبرى بناته ، وعندما أتته قال لها : - يا بُنيَّة هذا الحارث بن عوف سيِّد من سادات العرب ، جاءني خاطباً ، وقد أردت أن أزوِّجكِ منه فما تقولين ؟ قالت : لا تفعل ، لأنَّ في خلقي رداءة ، وفي لساني حِدَّة ، ولستُ بابنةِ عمِّه ، فيُراعي رحِمي ، ولا هو بجار لكَ في البلد ، فيستحي منكَ ، ولا آمنُ أن يرى فيَّ ما يكره ، فيُطلـِّقـني ، فيكون عليَّ بذلكَ سُبَّة . قال لها : قومي باركَ اللهُ فيكِ . ودعا ابنتهُ الثانية ، فقالت لهُ ما قالت أختها . ثمَّ دعا الصّغرى ، وقال لها : - إني عرضتُ الزواج من الحارث بن عوف على أختيكِ فأبتاهُ ، فقالت لهُ : - والله ، إني الجميلة وجهاً ، الرَّفيعة خلقاً ، الحسنة رأياً ، فإن طلـَّـقـني فلا أخلف الله عليهِ . فقال لها : باركَ اللهُ فيكِ . ثمَّ خرج إلى الحارث وقال لهُ : قد زوَّجتكَ يا حارث بابنتي هنيسة . ثمَّ بعثها أبوها إلى زوجها ، وعندما دخلت عليه مدَّ يدهُ إليها ، فقالت لهُ : - مَهْ ( كـُفَّ وامتنع ) ، أعند أبي وإخوتي ؟ هذا ، والله ، لا يكون أبداً . ثمَّ أمر الحارث بالرِّحلةِ ، وفي بعض الطريق ، عندما قرُبَ منها ، قالت لهُ : - أتفعلُ بي كما يُفعل بالأمة السَّبيَّة ، لا والله لا يكون هذا حتى تـنــحر الجُزر والغنم ، وتدعو العرب . فقال في نفسه : - والله ، إني لأرى همَّة وعقلا ً، وأرجو من الله أن تكون المرأة النـَّجيبة . ثمَّ مضى وورد إلى بلاده ، فأحضر الإبل والغنم ونحر وأوْلمَ ، ثمَّ دخل عليها ، وقال لها : - قد أحضرتُ من المال ما تـُريدين . قالت : واللهِ ، لقد ذكرتَ من الشـَّـرف بما ليس فيكَ . قال لها : ولمَ ذاكَ ؟ قالت : - أتتفرَّغ للزواج والعرب يقتل بعضها بعضاً ؟ وكان ذلك في أيَّـام عبس (وعبس هو اسم لعدة قبائل عربية شمالية فرع من غطفان من قبائل قيس عيلان بن مضر، ) وذبيان أيْ حرب داحس والغبراء ، فقال لها : فماذا تقولين ؟ قالت : - اخرج إلى القوم ، فأصلح بينهم ، ثمَّ ارجع إلى أهلكَ ، فلن يفوتكَ ما تريد . فقال في نفسهِ : - والله ، إني لأرى عقلا ً ورأياً سديداً . فخرج الحارث بن عوف وهـرم بن سنان حتى أتيا القوم ، ومشيا بينهم بالصّـلح ، فأصلحوا على أن يحسبوا القـتـلى ، ثمَّ تؤخذ الدِّيـة ، فحملا عنهم الدِّيات ، فكانت ثلاثة آلاف بعير ، وانصرفا بأجمل ذكر ، ثمَّ دخل الحارث على زوجته ، فقالت لهُ : - أمَّا الآن فنعم . فأقامت عنده في ألذ عيش وأطيبه ، وولدت لهُ بنيــن وبنات . وحفِظ التاريخ للحارث بن عوف وهرم بن سنان هذا العمل النبيل ، حيث أنهيا حرب داحس والغبراء بعد أربعين سنة من القتل والدَّمار والويلات . إذا أتممت القراءة صل علي اشرف المرسلين صل الله عليه وسلم

Comments