
هدي النبي ﷺ شبكة خير أمة
June 4, 2025 at 04:06 AM
*`زمن_العزة. 22`*
> الأسد_الهصور9
(( مشروع جمع القرآن )) 📘
لماذا لم يجمع القرآن في حياة النبي ؟!
.. شعر عمر بن الخطاب بخطورة الأمر ، و خشي على القرآن أن يضيع بموت الحفظة ، فأخذ يحاول إقناع أبي بكر أن يجمع القرآن قبل أن يفقدوا أعدادا أكبر من القراء بسبب الحروب ...!!
.. فاعترض ( أبو بكر ) بشدة على هذه الفكرة في البداية ، وقال: (( كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟!! ))
.. فقال له عمر : (( هذا و الله خير ))
، و أخذ يلح عليه و يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لهذا المشروع العظيم ... !!
.. لم يكن اعتراض أبي بكر في البداية إلا لأنه يريد اتباع سنة النبي في كل أموره ، و ألا يخرج عن طريقه طرفة عين ... فقد كان يخاف أن يبتدع في دين الله ..!!
* و لكن الأمر كان مختلفا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يجمع القرآن لأن الآيات و السور كانت تنزل متفرقة ، و غير مرتبة بترتيب المصحف .. وذلك لتتفاعل مع الأحداث ، و لتعالج مشكلات المجتمع المسلم ، و لترد على تساءلات الناس .. حتى يفهم المسلمون أن القرآن ليس مجرد آيات تتلى في الصلاة ، إنما هو منهاج حياة ، نزل ليصلح شؤونهم ، و ليهديهم إلى الطريق الصحيح في كل ما يعرض لهم من القضايا ، و المستجدات ...
* ولما اكتمل نزول القرآن ، مات رسول الله بعدها بفترة قصيرة جدا لم تكن كافية ليجمع فيها القرآن.
.. أما في خلافة أبي بكر الصديق ، فالحاجة فعلا أصبحت ملِحة لجمع القرآن ...
من الذي يتحمل هذه المسئولية ..؟!!
* بدأ أبو بكر الصديق يفكر مع عمر بن الخطاب في الشخص المناسب الذي يتحمل هذه المسئولية الضخمة ..؟!
.. فوقع الاختيار على الصحابي الجليل /
زيد بن ثابت رضي الله عنه ... لماذا... ؟!!
* أولا : لأنه من ( حفظة القرآن ) ، و من ( كتبة الوحي ) الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستأمنهم ويثق فيهم ..
* ثانيا : زيد بن ثابت ( شاب حكيم عاقل ) ، فيه قوة الشباب ، و حماستهم ، و تطلعهم للإنجاز و النجاح ..
* ثالثا : زيد ( فقيه ) .. من علماء الصحابة .. وهو أعلم الناس بالفرائض ( علم المواريث ) ، حتى أنه تولى القضاء في المدينة بعد ذلك في عهد عمر ، و عثمان ، و علي رضي الله عنهم .. ولما مات زيد قال سيدنا أبو هريرة في نعيه :
(( مات حبر الأمة ، و عسى أن يجعل الله في
عبد الله بن عباس خلفا له )) ..
* رابعا : حضر زيد ( العرضة الأخيرة ) ، و قرأ فيها على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا مرتين ، و عرف منه ما نسخ من الآيات ، و من الأحرف السبعة .. ، و سنتكلم بالتفصيل فيما بعد عن العرضة الأخيرة و أهميتها في توثيق القرآن ..
.. فأرسل أبو بكر يستدعي زيد بن ثابت ، و قال له :
(( لقد استحر القتل في القراء في معركة اليمامة ، و نخشى أن يذهب شيء من القرآن ، فرأينا أن نجمع القرآن ، و أنت رجل شاب عاقل لانتهمك ، و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله .. فتتبع القرآن فاجمعه ))
.. فرد عليه زيد مستنكرا :
(( كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ....؟!!! ))
.. فقال أبو بكر : ( هو و الله خير ) ..
ثم أخذ يراجع زيد بن ثابت ، و يحاول إقناعه حتى شرح الله صدره لجمع القرآن .. !!
.. و من شدة ورعه ، و إحساسه بهذه المسئولية الكبيرة كان زيد يقول :
(( والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به أبوبكر من جمع القرآن )) ..
.. لقد كان زيد بن ثابت هو الاختيار الأمثل لهذه المهمة ..
لأنه (( القوي الأمين )) ... ، و قد بذل في جمع القرآن جهدا كبيرا ، و كان شديد الحرص على تحري الدقة ، حتى أنه استغرق من الوقت في جمع القرآن خمسة عشر شهرا كاملة .. منذ انتهاء حروب الردة ، إلى ما قبل وفاة أبي بكر بأيام قليلة ..!!
العرضة الأخيرة
** كان من أهم أسباب اختيار أبي بكر لزيد بن ثابت أنه حضر ( العرضة الأخيرة ) التي كانت المرجع المعتمد في جمع القرآن ، فما هي ( العرضة الأخيرة ) .. ؟!!!
* جبريل عليه السلام كان يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم كل عام في رمضان يدارسه القرآن مرة .. كما تعلمون ..
(( يدارسه القرآن يعني : يتلو جبريل كل ما نزل من القرآن على النبي ، و يتلو النبي كذلك كل ما نزل من القرآن على جبريل ))
، فلما كان رمضان الأخير .. قبل وفاة النبي بستة أشهر (( في 10 هجرية )) .. دارس جبريل مع النبي القرآن مرتين :
(( مرة يتلو جبريل القرآن كله ، ثم يتلو النبي ، ثم يتلو جبريل ، ثم يتلو النبي )) ..
و بين جبريل للنبي في هذه ( العرضة الأخيرة ) ما تم نسخه من آيات القرآن ، و ما نسخ من الأحرف السبعة (( وهي اللهجات العربية السبعة التي نزل بها القرآن تسهيلا على قبائل العرب .. فقد كانوا يختلفون في لهجاتهم )) ..
.. ثم عرض عدد من الصحابة على النبي كل ما يحفظونه من القرآن (( يعني : سمعوا له القرآن كاملا )) فأخبرهم بم
ا نسخ .. ، و بترتيب الآيات و السور في صورته النهائية كما نعرفها الآن ..
، و كان من بين هؤلاء الذين حضروا العرضة الأخيرة
سيدنا / زيد بن ثابت ..
.. ولم ينزل بعد العرضة الأخيرة إلا القليل جدا من الآيات : مثل آية ( الدين ) ، و آية الربا ، و آية ( اليوم أكملت لكم دينكم .. )
.. فصارت تلك العرضة الأخيرة هي المرجع المعتمد في جمع القرآن ..
* وهنا سؤال هام :
..
هل كان القرآن مجموعا مرتبا في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم ...؟!!
و الإجابة : نعم .. لقد كان القرآن مجموعا في صدور حفظة القرآن من الصحابة كاملا و مرتبا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخبرهم عن طريق الوحي بترتيب الآيات و السور .. بل لقد كان القرآن أيضا مجموعا كاملا و مرتبا في مصاحف مكتوبة في حياة النبي ...!!
تلك المصاحف هي (( مصاحف شخصية )) .. كتبها بعض الصحابة من حفظهم لتكون خاصة بهم :
(( مثل مصحف عبد الله بن مسعود ، و مصحف أبي بن كعب ، و غيرهما )) ..
* ولكن أبا بكر لم يعتمد على تلك المصاحف الشخصية في ( مشروع جمع القرآن ) .. ، و ذلك لأنه أراد أن يبلغ الغاية القصوى من التثبت ، فقرر أن يجمع تلك المخطوطات التي كتبت عليها سور و آيات القرآن بين يدي النبي في حياته .. فقد كتبت بخط يد ( كتبة الوحي ) الذين اختارهم رسول الله بنفسه .. فكتبوها بإملاء منه شخصيا ، و الوحي لا يزال ينزل .. يعني .. لو حدث أي خطأ في التدوين فسينزل جبريل عليه السلام فورا ليصحح ذلك الخطأ ...
وكانت تلك المخطوطات عبارة عن جلود الحيوانات .. ، أو ألواح الخشب .. ، أو جريد النخل .. ، أو عظام الكتف .. ، أو الضلوع .. فهذه كانت أدوات الكتابة وقتها في جزيرة العرب ...!!!
، ولم تكن تلك المخطوطات المقدسة قد جمعت مرتبة بين دفتي مصحف كامل حتى خلافة أبي بكر ، بل كانت متفرقة بين الصحابة .. فهذا عنده سورة .. ، و هذا يحتفظ ببعض آيات .. ، و هذا في بيته مجموعة سور ... !!
... فوضع أبو بكر لزيد بن ثابت شروطا حازمة لقبول أي مخطوطة تصل إليه .. ، حيث أمره أن يجلس في المسجد لاستقبال المخطوطات على ألا يقبل شيئا منها إلا بشهادة شاهدين عدلين يشهدان أن هذه المخطوطة كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم و بتكليف منه ، و أنها مما ثبت في ( العرضة الأخيرة ) و لم ينسخ ... !!!
* فجلس زيد في المسجد النبوي ، بعد أن نادى في الصحابة أن يحضروا له ما عندهم من المخطوطات ، .. و بدأ يستقبل ما يأتيه منها .. ، فهذا الصحابي يأتيه بقطعة من عظام الكتف مكتوب عليها بضع آيات .. فيقول له زيد : (( أريد شاهدين )) .. فإذا جاء بالشاهدين قبلها منه زيد .. ، و هذاالصحابي يأتيه بلوح خشبي كتبت عليه سورة ، فيسأله زيد : (( أين الشاهدان .. ؟!! )) .. ، و ثالث يأتيه بقطعة من جريد النخل مكتوب عليها آية واحدة ، فيقول له زيد :
(( لا آخذها منك حتى تأتيني بشاهدين )) .... !!!!
كان العمل شاقا جداااا .. ، و لكن زيد بن ثابت كان حريصا على أن يقوم بمهمته بمنتهى الدقة .. حتى جمع القرآن كله بهذه الطريقة .. !!!
.. إلا آيتين من سورة التوبة ..
جاء بهما (( خزيمة بن ثابت الأنصاري )) رضي الله عنه ، ولم يكن معه شاهد آخر .. وهما قول الله تعالى : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ... )) إلى آخرهما ..!!
، حاول زيد أن يجد هاتين الآيتين عند صحابي آخر ، ولكنه لم يجدهما إلا عند خزيمة ...!!!
.. فقبلهما منه بشهادته وحده ، و ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جعل شهادة (( خزيمة بن ثابت )) بشهادة رجلين في حديث صحيح معروف ... !!!
.. و بعد أن جمع زيد كل المخطوطات قام بتفريغ محتواها في صحف من الجلد ، فكتب بنفسه المصحف كاملا مطابقا تماما لما في المخطوطات التي جمعها ..!!
* و طبعا .. الاعتماد لم يكن فقط على المخطوطات .. فزيد بن ثابت نفسه يحفظ القرآن كاملا عن ظهر قلب ..
، و كثير من الصحابة أيضا يتقنون حفظ القرآن في صدورهم .. فاحتمال الخطأ بعد كل ذلك ( مستحيل ) ..
* و قبل وفاة الصديق بأيام قليلة ..
دخل عليه زيد بن ثابت بالصحف التي كتبها .. ، فقرت عينه برؤية القرآن بين يديه كاملا كما أنزل بين دفتي المصحف قبل أن يفارق الحياة ...!!!
** أين ذهبت صحف زيد بن ثابت .. ؟!!
* وظلت هذه الصحف محفوظة عند ( أبي بكر ) حتى توفي ، ثم انتقلت إلى ( عمر بن الخطاب ) .. حتى استشهد
ثم أصبحت في بيت ( حفصة بنت عمر ) أم المؤمنين ..
* ولما تولى ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه الخلافة استأذن من حفصة أن يأخذ هذه الصحف ليعتمد عليها في نسخ (( المصحف العثماني )) الذي أراد أن يجمع المسلمين عليه في كل البلاد الإسلامية بعد أن ظهر فيهم الاختلاف و التنازع .. ، و أحرق عثمان كل المصاحف الأخرى ، و أرسل نسخة من المصحف العثماني إلى عدد من البلاد الإسلامية الكبرى ،ثم رد عثمان ( صحف زيد ) إلى حفصة كما وعدها ، ولم يحرقها ، ولما ماتت حفصة ر
ضي الله عنها طلب (( مروان بن الحكم )) .. عندما كان واليا على المدينة ( صحف زيد ) من سيدنا / عبد الله بن عمر ، فأعطاها له ، فأمر مروان أن تمَزقَ و تعدم هي الأخرى ....!!!!!
... ولما سئل عن ذلك قال :
(( إنما فعلت ذلك لأن ما فيها قد كتبَ ، و نسخ في المصحف العثماني ، و خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتابوا في شأن هذه الصحف .. يقصد صحف زيد .. ، أو يقولوا : قد كان فيها شيء لم يكتب )) ،
... و من ساعتها أصبح المصحف الوحيد المعتمد ، و الذي لا اختلاف عليه هو (( المصحف العثماني )) الذي بين أيدينا اليوم ...
... و إلى اللقاء في الفتوحات الإسلامية ... تابعونا
َhttps://chat.whatsapp.com/BC7viGeTBpoCCaGgkpIaDR