هدي النبي ﷺ شبكة خير أمة
هدي النبي ﷺ شبكة خير أمة
June 12, 2025 at 01:48 AM
#زمن_العزة.29`* > #فتح_العراق7 *(( الأندرزِغر ... ))* أصاب كسرى شيرويه الهم و الاكتئاب بعد أن وصلته أخبار انتصارات خالد بن الوليد المتلاحقة ، حيث فقد في معركة المذار ثلاثة من أمهر قواده في ساعة واحدة ، و اشتد به الغم حتى صار طريح الفراش لا يستطيع أن يقف على قدميه .. ثم مات بعدها بأيام .... !!!! * و تولى الحكم من بعده ابنه أردشير ، و كان شابا مغرورا متغطرسا ، و أصبح جميع أفراد الأسرة الساسانية الحاكمة يشعرون بأن الأرض تهتز من تحت أقدامهم ، وأن الحيرة قد أوشكت على السقوط .... !!!! * .. فاجتمعوا مع كسرى الجديد و اتفقوا على أن يبعثوا إلى المسلمين جيشين عظيمين ، و ليس جيشا واحدا ليقوما بعملية تطويق لجيش خالد بن الوليد .. فيتم القضاء عليه ...... !!!! .. و اختار أردشير قائدا من أكبر و أشرس قادة الفرس .. و اسمه الأندرزِغر .. ، و أمره أن يخرج من العاصمة المدائن بجيش قوامه 60 ألف مقاتل ، و أن يتوجه به إلى الولجة .. و هي مدينة على الضفة الغربية من نهر الفرات .. ، و أن يجند معه أكبر عدد من نصارى العرب ...، و أخبره بأنه سيخرج جيشا آخر قوامه 60 ألف مقاتل آخرين بقيادة واحد من أعظم قادة الفرس وهو بهمن جاذويه ، و أن جيش بهمن هذا سيسير من وراء جيشه ، فإذا التقى الأندرزِغر في الولجة مع خالد فسيفاجئه بهمن بجيشه من الخلف فيطوقه .. و بذلك يصبح جيش المسلمين بين فكي الكماشة ، و ينتهي أمرهم إلى الأبد ..... هكذا ظنوا.... !!!! ... و كلف كسرى أردشير القائد بهمن أن يسير بجيشه خلف جيش الأندرزِغر ....، و لكن بهمن لم يلتزم بتلك الأوامر .. فقد كان بهمن يعتبر كسرى الجديد هذا شابا قليل الخبرة العسكرية ، وأن خطته تحتاج إلى تعديلات ، لذلك عدل الخطة دون الرجوع إليه .. فلم يتحرك بجيشه خلف الأندرزِغر ، إنما تحرك في منطقة السواد .. وهي المنطقة الزراعية بين نهري دجلة و الفرات .. لأنه كان يتوقع أن خالد بن الوليد .. مثل أي قائد محنك .. سيتحرك من مدينة المذار التي تقع على نهر دجلة ، و التي حقق فيها خالد انتصاره الأخير .. صاعدا في الطريق الشمالي إلى الولجة في خط مستقيم ، و يجب أن يمر على منطقة السواد لأن مدينة الولجة تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات و بذلك سيتمكن بهمن من وضع المسلمين بين فكي الأسد ، و يتم التطويق بنجاح ... هكذا ظن بهمن جاذويه ... !!! ... ولكن خالد بن الوليد لم يكن من أولئك القادة المحنكين ... بل تخطاهم بمراحل ... !! كان رضي الله عنه قائدا عبقريا فذا أصابته بركات قول النبي صلى الله عليه وسلم له : (( نعم عبد الله خالد سيف من سيوف الله )) .. ، فأصبح خالد بن الوليد قائدا مباركا موفقا ....!!! .. ووصلت الأخبار إلى خالد بن الوليد بتحركات الجيشين الفارسيين .. ، و أدرك أن الأمر قد ازداد صعوبة .. ، و أن هاذين الجيشين يخططان لتطويقه ...!!! .... و كان خالد بن الوليد يفهم جيدا أن أمبراطورية عظمى بقوة الفرس و التي عمرها أكثر من ألف عام ، و تحكم تقريبا نصف الأرض ، و لها جيوش نظامية على أعلى مستوي من التدريب و التسليح تقترب من ال 2 مليون مقاتل .. لا يمكن أن تستسلم بهذه البساطة إذا انتصر عليها في معركتين ، أو ثلاثة .... ولا حتى بعد عشرة معارك .... ، و سيخرج كسرى له الجيوش العملاقة ... تلو الجيوش... تلو الجيوش .. ليحافظ على ملكه .. ، فكلما عض خالد بن الوليد في جسد ذلك الوحش الفارسي العملاق كلما ازداد شراسة ، و عنفا .. لذلك لم يغتر خالد بانتصاراته السريعة السابقة ، و كان دائما يرفع من همة جنوده ، و يأمرهم بالصبر ، و بالحذر الدائم في كل وقت ..!!!! مدينة المذار التي فيها جيش خالد تقع على نهر دجلة .. كما ذكرنا .. و حتى يفسد خالد على بهمن جاذويه خطة التطويق التي دبرها .. لم يتحرك بجيشه في خط مستقيم نحو الشمال كما توقع بهمن ، بل استدار و تحرك نحو الجنوب حتى وصل إلى ملتقى دجلة و الفرات ، ثم عبر إلى الضفة الغربية لنهر الفرات ليسير في طريق طويل على شكل نصف دورة .. ، وكلفه ذلك مسافة 350 كيلومترا حتي يصل إلى الولجة حيث يوجد جيش الأندرزغر ... ، و أراد خالد أن يعاجل جيش الأندرزغر قبل أن يأتي جيش بهمن ... ، حتى يقاتل 60 ألف مقاتل فارسي فقط .. قبل أن يتضاعف عددهم إلى 120 ألفا إذا وصل جيش بهمن ...!! .. وحين وصل خالد قريبا من الولجة حط الجند رحالهم وجعل خالد يتفحص أرض المعركة ، فوجدها سهلا فسيحا واسعا قريبا من الصحراء فأدرك أن الأندرزغر قد اختار هذا المكان الفسيح ليمكن زميله بهمن من أن يأتي بفرسانه من الخلف ، والخيول تحتاج إلي مساحة فسيحة للقتال بطبيعة الحال ، ولهذا فلقد قرر خالد أن ينشِب القتال سريعا قبل وصول بهمن بجيشه ... فبدأ خالد ينظم صفوفه .. و أعد كمينا للفرس .. حيث جعل ألفي فارس علي الميمنة بقيادة بسر بن أبي رهم الجهني ، كما جعل ألفي مقاتل علي الميسرة بقيادة سعيد بن مرة العجلي ، وأمرهما يختبئا في هدوء الليل بالصحراء ، وألا يشتركا في القتال إلا حين يشير إليهما خالد بنفسه ... ... ثم جعل بقية الجيش كتلة واحدة تمثل القلب تحت قيادته .. * وفي صباح الثاني والعشرين من صفر عام 12 هجرية، استعد الفريقان للمواجهة ... * وكان الأندرزغر مغرورا إلي درجة أنه لم يطلب المبارزة لا لنفسه ، ولا لأحد من فرسانه علي غير عادة الحروب يومئذ ، وكأنه كان واثقا من النصر... !! ... و بدأ الإلتحام العنيف .. ، واستبسل المسلمون استبسالا عظيما رغم قلة عددهم ، وكانوا هم البادئون بالهجوم ، وقاتل الفرس بشجاعة أزعجت خالداً رضي الله عنه ، وجعل الأندرزغر و جنوده ينتظرون خروج بهمن جاذويه بجيشه الكبير من الخلف لترجيح كفتهم ... ولكن كان انتظاره دون جدوي ...!!! .. ثم أشار خالد إشارته بخروج الكمينين ... فتفاجأ الفرس بسيوف المسلمين تحصد رقابهم من الخلف .. من حيث توقعوا المدد و النصرة ... !! .. فخالد هو الذي طوق جيش الفرس قبل أن يطوقوه .. !!!! وراعت تلك المفاجأة قوات الفرس فأربكتهم ... واغتنم خالد لحظات ارتباكهم ليصيح في جنده : (( شِدددوووواااااا... )) ، فأشعلت صيحاته حماس الجيش الإسلامي ، و جعلوا يحصدون رقاب الفرس ، وجعل الفرس يفرون في كل اتجاه علي غير هدي ، حتي لقد فر الأندرزغر من أرض المعركة ..، ودخل في مجاهل الصحراء ، ووجدوه بعد أيام وقد مات من شدة العطش بها ....!!! .. و انفرط عقد الجيش الفارسي ، وقتل منهم المسلمون ثلاثين ألفا .. بخلاف من مات داخل الصحراء... !!! ، و أسروا عددا من سادات قبائل العرب المتنصرة التي قاتلت مع الفرس ، فحكم عليهم خالد بن الوليد بالإعدام في أرض المعركة ، وذلك لأنهم عاونوا الفرس .. المجوس .. ضد إخوانهم من العرب المسلمين الذين جاءوا ليخلصوهم من شر الفرس و ظلمهم .. فقام المسلمون بذبحهم جميعا ....!!! وكان لهذه الغلظة في التعامل مع الأسرى من نصارى العرب في العراق أثرها الكبير في المعركة القادمة ، فقد عزموا على الانتقام من المسلمين .. كما سنرى ... !! * و دخل خالد بن الوليد مدينة الولجة فاتحا منتصرا ، و عامل أهلها معاملة حسنة ، و صالحهم على الجزية ، و قسم الغنائم على جنوده تشجيعا لهم على المزيد من الصبر و الجهاد فقد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمهم الكبير بالاستيلاء على مدينة الحيرة .... !!! * ... أما زعماء قبائل العرب النصارى فقد استشاطوا غضبا مما فعله خالد من ذبح لأبنائهم الذين وقعوا في الأسر .. فأرسلوا إلى كسرى يعرضون عليه أن يجندوا له أعدادا ضخمة من العرب المتنصرة ليقاتلوا معه المسلمين حتى يأخذوا بثأر أبنائهم .... !!! ... ، و شجع ذلك العرض كسري / أردشير علي تجهيز جيش آخر بحيث يكون العرب النصاري رأس حربته ، وبالفعل أرسل إلي بهمن جاذويه .. و الذي كان لا يزال في الطريق بين نهري دجلة والفرات .. يأمره بأن ينطلق بجيشه إلي مدينة أُليس .. بضم الهمزة و تشديد اللام .. حيث سيتجمع العرب النصاري هناك لينضموا إلى جيشه ...!!! .. وبالفعل انطلق بهمن بجيشه إلي أليس .. وهي المدينة التالية التي يجب أن يمر عليها جيش خالد في طريقه على نهر الفرات ليصل إلى مدينة الحيرة ... و أثناء تحرك بهمن بجيشه وصلته أنباء خطيرة عن مرض كسري أردشير مرضا مفاجئا ، و أن هناك خلافات كبيرة بين الأسرة الساسانية على الحكم ...!! .. فترك بهمن القيادة لنائبه جابان .. و أخبره بأنه سينطلق إلي المدائن عاصمة الفرس ، وسوف يعود إليه بمدد من الجند سريعا .. ، و أمره أن ينتظره قدر الإمكان .. ، و ألا يبدأ بقتال المسلمين إلا إذا بدأوا هم بالقتال .. .. ثم انطلق بهمن إلي المدائن .. ، و واصل جابان تحركه نحو أليس .. فعبر إلى الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبث العيون ترقبا لوصول الجيش الإسلامي .. .. وقد كان لجابان من إسمه نصيب .. حيث كان ضعيف الشخصية ، وكان يرتعد خوفا من فكرة قتال خالد بن الوليد بعد أن سمع عن انتصاراته المتتالية العجيبة .. فكان يتمنى أن يعود بهمن سريعا ليقود الجيش بنفسه ..!! .. ووصل جابان إلي أُليس .. فوجد العرب المتنصرة وقد عسكروا بها ، فقام بتعبئة الجيش والاستعداد للقتال في أية لحظة ، حيث جعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبا .. أما الميمنة فقد أسند قيادتها إلي عبد الأسود العجلي وهو أحد زعماء العرب المتنصرة .. ، وعامة الميمنة كانوا من العرب النصاري .. ، وأما الميسرة فقد أسند قيادتها إلي جابر بن بجير وهو أيضا من زعماء العرب النصارى .. ، و كان عامة الميسرة من العرب النصاري أيضا ، وأما القلب فقد قاده جابان بنفسه ... !! ** جاءت الأنباء إلي خالدٍ بحشد الفرس لجميع القبائل العربية المتنصرة .. فضلا عن جيش بهمن جاذويه .. حتى بلغ مجموع هذا الجيش مائة وعشرين ألف مقاتل .... !! ... فقرر خالد أن يتحرك سريعا مستغلا العامل النفسي المتدني لمعنويات الفرس ، وارتفاع الروح المعنوية لجند الإسلام بعد انتصاره الأخير في المذار .. ، و أمر الطليعة بقيادة المثني بن حارثة الشيباني أن تسبقه خشية الكمائن والمفاجآت .....!!!! ... تابعونا .. لنتعرف على واحدة من أشرس معارك فتح العراق .. (( معركة أليس .. و التي تسمى : معركة نهر الدم )) 📌 المرجع : البداية و النهاية لابن كثير َ ‏استعمل هذا الرابط للانضمام إلى مجموعتي في واتساب: https://chat.whatsapp.com/BC7viGeTBpoCCaGgkpIaDR

Comments