
أبو سجده Salah
May 31, 2025 at 12:47 PM
#عاصفة_الإسكندرية
في غمرة الغفلة، وبين صخب الحياة ولهو السهر، إذا بالسماء تُزمجر، والبحر يهيج، والرياح تعصف كأنها صفعة توقظ النائمين، وصيحة تُنذر الغافلين.
إنها ليست محض صدفة، ولا تقلبَ طقسٍ عابر، بل هو نداء من ربّ الأرض والسماء، يطرق به القلوب التي ران عليها الغفلة، ويذكّر عباده بأن القدرة بيده، وأن الأمر أمره، وأن تقلب الأحوال آيةٌ من آياته.
أرأيتم كيف انقلبت السكينةُ رُعبًا ؟
بل كيف اجتمع المطرُ والرعدُ والريحُ في لحظة ؟!
أما آن للقلوب أن تخشع ؟!
أما آن للجوارح أن تخضع؟!
أما آن لنا أن نراجع أنفسنا، ونعود إلى ربنا تائبين ؟!
إنها عاصفةٌ واحدةٌ، مفاجئةٌ، في عدة ساعات زلزلت الأركان ..
فما بالنا بعواصف القبور ؟!
وما بالنا بزلزلة يوم النشور ؟!
بل ما بالنا لا نعتبر ؟!
و ما بالُ أقوامٍ منا إذا رأوا الآيات أعرضوا، وإذا رأوا النُّذر استهزأوا ؟!
•• إنها رسالةٌ الله إلينا:
أن الدنيا زائلة، وأن العمر قصير، وأن الله على كل شيء قدير.
•• وهي تذكرةٌ لنا:
بأن المعاصي تُفسد القلوب، وأن الاستقامة نجاة، وأن الرجوع إلى الله هو الخيرُ كلُّ الخير، في العاجل والآجل.
فـ يا من أغلق قلبه عن الذكر؛ افتحه قبل أن يُغلق إلى الأبد ..
و يا من ألهاه الطمعُ والهوى؛ ارجع قبل أن يأتيك الموت وأنت عبدٌ للهوى ..
و يا من نسيت أن لله في كل شيءٍ حكمة، وفي كل حدثٍ عِظة؛ تدبَّر، واعتبر، واتعظ ..
وصدق الله العظيم:
﴿وما نُرسِلُ بالآياتِ إلا تخويفًا﴾ [الإسراء: 59]
فـ اللهم لا تجعلنا من الغافلين، وذكّرنا بآياتك، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاءُ منا، وارزقنا توبةً نصوحًا قبل الممات، وثباتًا على الحق وقت الشدّة والرخاء.
#بصائر
#سامح_بسيوني
😢
1