
💐 رياض القرآن 💐
May 24, 2025 at 08:57 PM
حافظ القرآن… أم خائن رسالته
عن الذين حملوا كلام الله… وضيّعوا وجهته!
________________________________________
أغمض عينيك للحظة، وتخيّل أنك واقفٌ بين يدي الله… وتسمع هذا النداء العظيم: ﴿وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ الصافات: 24...
فيُقال لك:
"كنتَ تحفظ كتابي… فماذا فعلت به؟"
هل بكيت؟ هل تغيرت؟ هل عملت؟ أم أنك حفظته… ونسيت أن تُحفظ به؟
هذا المقال ليس لتخويفك… بل لصحوتك.
ليس لجَلدك… بل ليوقظ فيك السؤال الأهم:
"لماذا أنا أحفظ القرآن؟ وما الذي يريده الله من حافظ القرآن؟"
تابع القراءة… فربما تجد نفسك بين السطور، فتقف وقفة محاسبة… توقظك قبل أن يُقال: "رُبَّ تالٍ للقرآن، والقرآن يلعنه!".
________________________________________
هل أنت تحفظ القرآن؟ أم تتزين به؟
كثُر اليوم من يحملون المصحف على ألسنتهم، ويترنمون بآياته، ويُبهرون الناس بمخارجهم… لكن القلوب خاوية، والسلوك متناقض، والنية مضطربة.
◄ يحفظون القرآن… ولا يعملون به!
يصلي بآيات الخشوع… وهو قلبه في البيع والربح.
يرتل آيات الصدق… وهو يخدع، ويغش، ويكذب.
يردد ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ﴾… وهو لم يتب من معصيةٍ منذ سنوات.
◄ يحفظونه… ولا يفهمونه!
آيات تقرأها، لكن لا تقرأك…
كلام يهز الجبال، لكنك تمرّ عليه كأنك لم تسمع!
كيف يُنتج القرآن إنسانًا جديدًا… وأنت لا تعرف ماذا يريد منك الله؟
◄ يحفظونه للمسابقات… لا للآخرة!
تراه يتقن التجويد، ويستعرض السرعة، لكنه لا يتوقف عند قوله: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ﴾ يطلب الدرجة… وينسى المنزلة.
يريد التكريم في الدنيا… ولا يسأل عن مقامه عند الله.
◄ يحفظونه ليُقال "حافظ"! وهذه أعظم خيانة!
أن تحفظ كلام الله… ثم تُفرغه من نية الله.
أن تحمله كوسام… وتتركه كمنهاج.
قال ﷺ: "من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار" رواه الترمذي.
◄ يحفظونه… ليتكسبوا به الدنيا!
يقرأ في العزاء… ويغني على المسرح!
يرفع صوته بالتلاوة… وقلبه مع الأجرة.
هل هذه تجارة مع الله… أم مع الناس؟
◄ يحفظونه… للمقامات والغناء!
أصبح القرآن عند بعضهم قالبًا للطرب… لا رسالةً للروح.
يركّز على اللحن… وينسى أن القرآن نزل ليحيي القلوب لا ليطرب الآذان.
◄ يحفظونه… بلا إيمان!
يحفظ الآيات… ويخالفها.
يقرأ عن الحياء… ولا يستحي.
يقرأ عن النار… ولا يرتجف.
أهذا هو حامل القرآن؟ أم حامل الحروف دون نور؟
◄ يحفظونه… لكن يبعدونه عن مقصد الهداية والعلم والعمل!
وهذا هو الفقد الأكبر… أن يكون معك كلام الله، لكن لا ترى فيه سبيلًا للهداية، ولا تشعر أنه مرآة لحياتك.
________________________________________
هل تعرف من هو "حامل القرآن" عند الله؟
ليس هو من ختم… بل من التزم.
ليس من جرّد لسانه… بل من طهّر قلبه.
قال الحسن البصري: "كانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل."
فالقرآن ليس كلمات تحفظها… بل حياة تُبنى بها.
________________________________________
رسالة محاسبة… اقرأها قبل أن تُختم صحيفتك:
يا من تحفظ القرآن… اسأل نفسك هذه الأسئلة كل يوم:
1. هل أحفظه ابتغاء وجه الله… أم لعيون الناس؟
2. هل أتخلق بما فيه… أم أكتفي بقراءته؟
3. هل أقف عند حدوده… أم أتجاوزها باسم "الحافظ"؟
4. هل غيّرني فعلاً؟ هل منعني من الحرام؟ هل زادني خُلقًا؟
5. هل هو منهاج لحياتي؟ أم مجرد إنجاز في سيرتي الذاتية؟
6. هل أخشى أن يسبقني إلى الله من لا يحفظ حرفًا… لكنه يعمل بكل ما يعلم؟
________________________________________
وأخيرًا…
القرآن ليس للتزيّن… بل للتدين
ليس لبطولات الحفظ… بل لبناء الإنسان
ليس لنُسابق به الناس… بل لنقترب به من الله
فلا تكن ممّن قال الله فيهم:﴿ كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًۭا ﴾ يحمل الكتب على ظهره… ولا يفهم شيئًا مما فيها.
واحذر أن تكون ممن قال الله عنهم:﴿ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَـٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًۭا ﴾ ليس الهجر أن لا تقرأه… بل أن تقرأه ولا تخشاه، تحفظه ولا تخضع له، تُجوده… وتُجافي أوامره!
________________________________________
توقّف واسأل نفسك اليوم:
هل أنا حافظ للقرآن؟ أم متاجرٌ به؟
هل أنا حاملٌ له؟ أم هو الذي سيتبرأ مني يوم الحساب؟
هل القرآن يشفع لي؟ أم يشهد عليّ؟
إن وجدت في قلبك صدقًا… فاعمل.
وإن وجدت غفلة… فتُب.
وإن وجدت رياءً… فاستغفر، وجدّد نيتك… وأعد العهد مع كلام الله.
________________________________________
اللهم اجعلنا من أهل القرآن… الذين هم أهلك وخاصّتك، لا من الذين ضلّوا وهم يقرؤون كتابك.
ولا تجعلنا يا رب ممن حملوا كتابك على ألسنتهم… وضيّعوه في قلوبهم.
واجعل القرآن نورًا لقلوبنا، ومقياسًا لأعمالنا، وسبيلًا لرضاك… لا سلّمًا للظهور في الدنيا.
آمين.
#يحفظونه_لكن_لم_يهتدوا_به
#حافظ_القرآن_أم_خائن_رسالته
#حين_صار_الحفظ_عادة_لا_عبادة
#أن_تحفظ_القرآن_ولا_يحفظك
#حفظت_كلام_الله_فهل_حفظت_عهده
#القرآن_في_القلب_أم_على_اللسان
#تالي_القرآن_والقرآن_يشهد_عليك
#كمن_حمله_ثم_خانه
#تحفظ_القرآن_أم_تتزين_به
#حافظ_لكنه_ليس_من_أهل_القرآن
#دريد_إبراهيم_الموصلي #الجمعة
23/5/2025
😢
👍
❤️
❤🩹
😓
😔
🤲
🥰
🥺
27