💐 رياض القرآن 💐
💐 رياض القرآن 💐
June 9, 2025 at 06:23 PM
للفائدة أهمية التكرار لتثبيت الحفظ إن التكرار طريق السلف في التحصيل والإتقان، وما ورد عنهم في تكرار المحفوظ والمقروء ليس ضربًا من الخيال؛ وإنما حقيقة ثابتة بغية الإتقان. ومن طرق إحكام المحفوظ عندهم: كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم مَنْ لا يحفظ إلَّا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولا سيَّما في حفظ القرآن الكريم؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشدُّ تَفَلُّتًا من الإبل في عقلها)) وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت)، ومن أمثلة التكرار عند العلماء: • عن أبي مسعود الرازي: أنَّه كان يُكرِّرُ كلَّ حَديثٍ خمسَمائة مَرَّة، وقَالَ له رَجلٌ: إنَّا نَنْسى الحديثَ؟! فقال: أيُّكمْ يرجعُ في حِفْظِ حديثٍ وَاحدٍ خمسمائة مرَّة؟! قَالوا: وَمَنْ يَقوَى عَلَى هَذَا؟ فَقَال: لِذاكَ لا تحفظون[ • قال أبو بَكْرٍ الأَبْهَريِّ المالكيِّ: ((قَرَأتُ مُخْتَصَرَ ابنِ عبدالحكم خمسمائة مرة و(الأَسَديةَ) خمسًا وسبعين مرة، و(المُوَطَّأَ) كذلك، و(المَبْسُوطَ) ثلاثين مرة، ومختصرَ ابنِ البرقي سبعين مرة)) • وقال عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: سمِعْتُ يحيى بنَ مَعِينٍ يقولُ: ((لَو لم نَكتُب -وفي لفظٍ: نَسْمَع- الحَديثَ خمسينَ مَرَّةً مَا عَرَفنَاه)) • قَالَ المزنيُّ: ((قَرأتُ "الرِّسَالةَ" خمسَمِائة مَرَّةٍ، مَا مِنْ مَرَّةٍ إلا واسْتَفدتُ مِنْهَا فَائِدَةً جَديدَةً، وقَالَ أيضًا: أَنَا أَنْظُرُ في "الرِّسَالةِ" من خمسينَ سَنَة، مَا أعْلمُ أنِّي نَظَرتُ فِيهَا مَرَّةً إلا استفدتُ مِنْهَا شَيئًا، لم أكُنْ عَرَفْتُهُ)) • قال أبو إسْحَاق الشِّيرَازيِّ: ((كُنتُ أُعيدُ كلَّ قِيَاسٍ أَلفَ مَرَّةٍ، فَإذَا فَرغْتُ منه أَخذْتُ قيَاسًا آخَرَ وهَكَذَا، وكُنتُ أُعيدُ كُلَّ درسٍ أَلفَ مَرَّةٍ، فإذا كَانَ في المسْأَلةِ بيتٌ يُسْتَشْهَدُ به حَفظتُ القَصِيدةَ)) والتكرار وإن كانت فيه سآمة؛ لكنه أبقى للمحفوظ في الذهن ، وقد قيل: السبق حرف، والتكرار ألف.
❤️ 👍 9

Comments