🕌من نفحات الخطبة القادمة 🕌 ⭐حب التناهي شطط. خير الأمور الوسط⭐ #خطبة_الجمعة_د_محمد_سالم ١٨ ذو القعدة سنة ١٤٤٦ ١٦ / ٥ / ٢٠٢٥ العناصر ✍الإسلام دين الوسطية ✍فهو وسط في عقيدته ✍ووسط في عبادته ✍الإسلام يحب التوسط حتى في المباحات ✍دين لا غلو فيه ولا تهاون 🌺وبعد🌺 الاسلام دين الوسطية في كل شيئ الوسطية "الوسط اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه، وأوسط الشيء أفضله وخياره كوسط المرعى خير من طرفيه، فالوسطية تعني التوازن بين الأمور المتقابلة، والتوسط بين الأطراف المتباعدة على ما تقتضيه النصوص الشرعية، والوسطية من أظهر خصائص العقيدة الإسلامية، القرآن الكريم منهج متكامل (ص: 4) ✍ وصف الله تعالى هذه الأمة بأنها أمةٌ وسط، أي: خيار. قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (2) (البقرة: 143) . قال «ابن كثير» (3) : «ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خَصَّها بأكمل الشرائع، وأقوم المناهج، وأوضح المذاهب، كما قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: 78) » . قال «ابن القيم» (4) : «أخبر الله تعالى أنه جعلهم أمةً وسطاً، أي: خياراً عدولاً. هذه حقيقة الوسط. فهم خيرُ الأمم وأعدلُها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة» . ✍وسمة هذه الشريعة بأنها شريعة السماحة ورفع الحرج (5) . قال سبحانه: {مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ} (المائدة: 6) . قال «الشاطبي» (6) : «إن رفع الحرج مقصود للشارع في الكليات، فلا تجد كلية شرعية مكلفاً بها وفيها حرج كليٌّ أو أكثري البتة. مقتضى قوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: 78) » . ومن نتائج الوسطية العدل في الحكم، فلا إفراط ولا غلو ولا إكفار ولا جفاء. وكذلك لا تفريط ولا جور ولا تساهل. ✍فهو دين الوسطية في العقيدة ✍1-التوحيد من أهم علامات وسطية هذه الأمة فعقيدة الاسلام تقوم على التوحيد الخالص فيؤمنون بأن للكون إله واحدا هو الله عز وجل وهذا وسط بين الفرق التي تتكلم في الألوهية فهم ينقسمون الى قسمين ✍1-فريق ينكر الألوهية ويدعي أنه ليس لهذا الكون إله وأنه وجد من تلقاء نفسه ✍2-وفريق يعبد آلهة شتى يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تفسير الشعراوي (13/ 7989) ونعجب من تناقض هؤلاء، واحد يقول: الكون خُلِق هكذا لحاله دون إله. والآخر يقول: بل له آلهة متعددة. . نقول لهم: أنتم متناقضون، فتعالَوْا إلى دين الله، وإلى الوسطية التي تقول بإله واحد، لا تنفي الألوهية ولا تثبت التعددية. كما أنهم وسط فيما يتعلق بصفات الله عزوجل طريق الهداية (ص: 226) ✍قال شيخ الإسلام: "إن الإسلام وسط الملل بين الأطراف المتجاذبة.. فالمسلمون في صفات الله تعالى وسط بين اليهود الذين شبهوا الخالق بالمخلوق، فوصفوا الخالق بالصفات التي تختص بالمخلوق، وهي صفات النقص فقالوا: إن الله فقير، وإن الله بخيل، وإن الله تعب لما خلق العالم فاستراح، وبين الذين شبهوا المخلوق بالخالق، فوصفوه بالصفات المختصة بالخالق فقالوا: هو الله، والمسلمون وصفوا الخالق بصفات الكمال ونزهوه عن صفات النقص، ونزهوه أن يكون شيء كفوًا له في شيء من صفات الكمال، فهو منزه عن صفات النقص مطلقًا، ومنزه في صفات الكمال أن يماثله فيها شيء من المخلوقات. ✍الاسلام وسط في منهجه فهو دين يجمع بين الروح والمادة والعمل للحياتين معا يعمل للدنيا ويعمل للآخرة ,وفي الأثر : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا فإالإسلام ينعى على الذين همهم الدنيا فقط ويعملون لها دون أن يكون لهم حظ في الآخرة وضرب لنا مثالا على هذا بقارون قال تعالى في سورة القصص {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ - وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ - قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص: 76 - 78] لكن المسلم متوازن في أمره كله ✍فعقيدته أعظم عقيدة وشريعة أيسر شريعة في تمام وأحكامه لا تتنافى مع الفطرة بل هي الفطرة نفسها من ذلك على سبيل المثال انه أحل للناس الطيبات من الرزق ولم يشق عليهم قال تعالى (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) يقول الدكتور وهبه الزحيلي إن الإسلام دين الوسطية والواقعية والاعتدال، فلا يمنع النافع الموافق للطباع السليمة، والملائم للأعراف الصحيحة، والمنسجم مع مقتضيات الصحة والقوة، والمدنية والحضارة. وإنما الذي يمنعه الإسلام هو الضّار أو الشيء القبيح الذي يؤذي النفوس، ويناقض المصلحة، ويسيء إلى الفرد والجماعة. وهذا هو منهاج القرآن الكريم الذي يبيح الزّينة وهي الثياب الساترة، والمطعومات والمشروبات النافعة ورغم أن الاسلام أحل الطيبات لكنه نبه الناس الى التوسط في الاستمتاع بها قال تعالى (قال تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29) [الإسراء: 29].فبين أن الأوفق هو سبيل الوسط فالبخل على النفس مكروة وبسط اليد في الانفاق حتى التلف مكروه ولكن الاسلام حث على الاعتدال والتوسط حتى في المباحات. ولو تتبعنا هذا الجانب لطال بنا المقام جدا فكل أمر جاء من الله عزوجل هو العدل والعدل وسطية ويبقى لنا وقفة ✍الوسطية بين المغالاة والتهاون ✍فبعض الناس يغالى فيريد أن يشدد على نفسه ظنا منه أنه بذلك الى الله أقرب ونحن نعلم حديث الثلاثة الذين جاءوا الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته أخرج البخاري صحيحه (7/ 2/5063)عن أَنَس بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» فانظر كيف نبه النبي صلى الله عليه وسلم الى ان المغالاة تتنافى مع أوامر الله عزوجل ✍وما أجمل قول صاحب العقيدة الطحاوية في وصفه للدين شرح الطحاوية ت الأرناؤوط (2/ 788) [وَهُوَ (يعني الدين) بَيْنَ الْغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ] وَقَوْلُهُ: بَيْنَ الْغُلُوِّ وَالتَّقْصِيرِ - قَالَ تَعَالَى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النِّسَاءِ: 171] {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [الْمَائِدَةِ: 77] . وَقَالَ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ - وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} [المائدة: 87 - 88] وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُ أَحَدُهُمْ كَذَا وَكَذَا؟ ! لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنَامُ وَأَقُومُ، وَآكُلُ اللَّحْمَ،وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» . وَفِي غَيْرِ الصَّحِيحَيْنِ: «سَأَلُوا عَنْ عِبَادَتِهِ فِي السِّرِّ، فَكَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا» . وَذُكِرَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، وَسَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي أَصْحَابِهِ - تَبَتَّلُوا، فَجَلَسُوا فِي الْبُيُوتِ، وَاعْتَزَلُوا النِّسَاءَ، وَلَبِسُوا الْمُسُوحَ، وَحَرَّمُوا طَيِّبَاتِ الطَّعَامِ وَاللِّبَاسِ، إِلَّا مَا يَأْكُلُ وَيَلْبَسُ أَهْلُ السِّيَاحَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهَمُّوا بِالِاخْتِصَاءِ، وَأَجْمَعُوا لِقِيَامِ اللَّيْلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ، فَنَزَلَتْ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الْمَائِدَةِ: 87] . يَقُولُ: لَا تَسِيرُوا بِغَيْرِ سُنَّةِ الْمُسْلِمِينَ، يُرِيدُ مَا حَرَّمُوا مِنَ النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ وَاللِّبَاسِ، وَمَا أَجْمَعُوا لَهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَصِيَامِ النَّهَارِ، وَمَا هَمُّوا بِهِ مِنَ الِاخْتِصَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنَّ لِأَنْفُسِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَعْيُنِكُمْ حَقًّا، صُومُوا وَأَفْطِرُوا، وَصَلُّوا وَنَامُوا، فَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَرَكَ سُنَّتَنَا فَقَالُوا: اللَّهُمَّ سَلَّمْنَا وَاتَّبَعْنَا مَا أَنْزَلْتَ. فالاسلام دين لا يقبل الغلو وما أكثر المغالين في زماننا الذين يشقون على أنفسهم وعلى غيرهم بل ويتهمون أهل الوسطية بالانحلال والتمييع والتضييع ونسوا أن الله سبحانه وتعالى قال (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وفي المقابل أضاع الناس الدين فأحلوا الحرام وقعدوا عن العبادة وأهملوا أموامره وتجرأو على المعاصي بل وربما الكبائر تحت دعوى أن هذا الدين يسر وأنهم وسطيون فليست الوسطيه مغالاة كما أنها ليست تفريطا ... فالدين كله وسط نزل على أمه وسطا يعني دين عدل جاء بالاوامر المقدور عليها ونهى عن الأمور المقدور على الكف عنها وجاء متماشيا مع الفطرة لا مضادا لها فهل يحتاج الة تميع حتى ندعى انه وسط والخلاصة أن هذا الدين بكل أوامره ونواهيه هو عين الوسطيه فعقيدته التوحيد .... لا انكار للألوهية ولا تعددية وعبادته وسط في أوقاتها وأدائها راعى الشارع فيها المصلحة ففي الصلاة اختار لها أوفق الاوقات وأيسر الحركات مع عظيم الثواب وسهولة الأداء وفي الصيام ...لا هو بالصيام الذي يرهق الجسد حتى يتشوش ولا بالصيام الذي هو اسم بلا حقيقة وفي الزكاة راعى مصلحة الغني بأن جعل الزكاة على من ملك نصابا وبقى معه حولا زائدا عن حاجته مع تمام الملك وحرية التصرف مجعل الزكاة جزءا يسيرا جدا لا يرهق النفوس ولا يثير ما في النفوس من الحرص والجشع بل أنها أقل من اشتراك أي صندوق من الصناديق التي يفرضها الناس على أنفسهم وراعي الفقير بأن فرض له من مال الغني ما يعينه على الحياة وهكذا في أمور العبادات كلها كما أنه وسط في أمور العادات فأحل الطيبات وحرم الخبائث ووسع على الناس دائرة الحلال جدا ولا يخرج عن الحلال إلا الحرام إلا من استهوته الشيطان أو ضعفت نفسه حتى تلوثت فطرته وانتكست ومع ذلك فتح باب التوبة ولم يغلقة حتى آخر رمق وحتى آخر يوم من أيام الدنيا فيا عباد الله الاسلام يكره المغالاة كما يكره التهاون ووسطية الاسلام معناه اتباع أوامر الله عزوجل والانتهاء عن مناهية ولا معنى لها غير ذلك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه@د.محمد سالم