
فتاوى سبل السلام
May 29, 2025 at 04:14 PM
من نفحات الخطبة القادمة
🕋 اعمال وفضائل عشر ذي الحجة 🕋
٢ ذو الحجة سنة ١٤٤٣
١ / ٧ / ٢٠٢٢
وبعد
✍فها هي عشر ذي الحجة قد بدأت
شهر حرام
الأشهر الحرام ينبغي أن يقف فيها الإنسان مع نفسه فيكف نفسه عن التمادي فيما هو فيه
فإن كان ذا معصية ظاهرة فليكف وان كان ذا معصية باطنه فليستعن يالله وليجتهد في أن يعدل من نفسه
قال تعالى
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
اي لا تظلموا فيهم انفسكم بالمعاصي
✍ليبقى سؤال كيف اتخلص من المعاصي🤔
يقولون في الكرة
خير وسيلة للدفاع الهجوم
وهذا هو
فإن أخطر مداخل الشيطان على الإنسان الصحة والفراغ
فإن الإنسان أن كان صحيح البدن فارغا من الشغل دعته نفسه للمعاصي والتجاوز فعلى المسلم أن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه
✍انتبه وتأمل معي هذه المقولة الشريفة
(من كثرت وظائفه كثرت له من الله لطائفه)
بمعنى
أن الإنسان اذا تنوعت أعماله من صلاة وصيام وذكر وقراءة قرآن وانشغال بما ينفع في أمر دينه ودنياه
كثرت له من الله لطائفه
من القرب
والمحبة
والمعية الخاصة التى ورد في وصفها قول الحبيب صلى الله عليه وسلم
فيما أخرج البخاري في صحيحه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ اللَّهَ قَالَ :
مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ،
وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ
حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ،
وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا،
وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ،
وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ
تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ،
وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ".
✍فانظر إلى هذا الذي التزم وظائفه وانظر إلى لطائف الله لهذا العبد
فإنه اذا أدى ما عليه من الفرائض
من صيام وصلاة وزكاة .. الخ
ثم زاد بعد صوم الفريضة نفلا
وبعد صلاة الفريضة سنة ووترا
وبعد زكاة الفريضة مواساة واهداءا واضحية ومنحا
وهذا كله في هذه العشر وليست عملا عاديا بل عمل هو افضل العمل كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم
فيما أخرج ابو داود في سننه بسند صحيح
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ". يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ".
✍اذن فالفريضة في هذه العشر لا افضل منها
والنغل من صيام او صلاة لا افضل منه
وهكذا في كل أمر
فإن ذلك كذلك
فإن وعد لله للإنسان متحقق
فيكون ثوابا
وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى احبه
فإذا أحببته
كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به
أي كان عبدا ربانيا
اي
تقضى على يديه الحاجات
وتستجاب له الدعوات
ويحتمى به من غدرات الزمان وهجوم الهموم والاحزان
أن جلست معه
بث فيك الأمل
وان كلمته حبب إليك العمل
وان اتبعته فيما
كنت لله وليا
كما كان هو لله وليا
فيا اخوتي
شمروا الطاعات
صوموا وصلوا
تصدقوا
اصفحوا وانفحوا
واسوا الفقير وارحموا المسكين
فهي عشر لا مثيل لثواب العمل فيها
حتى أقسم بها ربنا سبحانه وتعالى
✍قال العلماء أن الليالي العشر التي ذكرت في أول سورة الفجر مقسما ربنا بها
هي هذه العشر
قال تعالى
والفجر وَلَيَالٍ عَشْرٍ
قال القرطبي
وليال عشر أي ليال عشر من ذي الحجة . وكذا قال مجاهد والسدي والكلبي في قوله : وليال عشر هو عشر ذي الحجة ،
قال المباركفوري في تعليقه على حديث النبي صلى الله عليه وسلم
ما من ايام العمل فيهن الحديث
قوله : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) أي العشر الأول من ذي الحجة . وفي حديث جابر في صحيحي أبي عوانة وابن حبان : ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة ، كأنه قيل ليس العمل في أيام سوى العشر أحب إلى الله من العمل في هذه العشر . اختلف العلماء في هذه العشر ، والعشرة الأخيرة من رمضان
فقال بعضهم : هذه العشر أفضل لهذا الحديث ،
وقال بعضهم : عشر رمضان أفضل للصوم وليلة القدر ،
✍ والمختار أن أيام هذه العشر أفضل ليوم عرفة وليالي عشر رمضان أفضل لليلة القدر ؛
لأن يوم عرفة أفضل أيام السنة ، وليلة القدر أفضل ليالي السنة ،
ولذا قال ما من أيام ولم يقل من ليال كذا في الأزهار ( ولا الجهاد في سبيل الله ) أي أفضل من ذلك ( إلا رجل ) أي إلا جهاد رجل ( لم يرجع من ذلك ) أي مما ذكر من نفسه وماله ( بشيء ) أي صرف ماله ونفسه في سبيل الله فيكون أفضل من العامل في أيام العشر أو مساويا له .
✍ولي معكم بعض التوصيات
اذا نويت أن تشتري اضحية او تشارك
فعليك بالسماحة في شراءك فإنها صدقة
فلا ترهق البائع بتخفيض السعر خصوصا اذا كنت تشتريها من فلاح
فإن اشتريت بالكليو فلا تنازعه في جنية او اثنين
وان كان الشراء بالتقدير فلا تجعل من نفسك عليه متسلطا فتبخسه حقه وتظن أن هذا من الشطارة
لا
انت تتصدق بجزء كبير منها فاجعلها لله خالصة
وكن سمحا في شرائك حتى ولو زادت شيئا فاجعله عنك صدقة
✍وهمستي الثانية
أن اشتريت حيوان للاضحية من أحد تعرفه خصوصا أن كان لا يضحي
فاهد من لحمها له شيئا
حتى ولو اخذ ثمنها كذلك الذي يذبح لك خصوصا من يعملون في هذه الايام دون أن تكون مهنتهم الجزارة فلا تناقش في أجر الا اذا كان مبالغا فيه
وأجبر خاطر الناس بها خصوصا من تولى شيئا من أمرها
من ساعدك في شرائها او ذبحها ... الخ
✍عباد الله لا تضيعوا شيئا من وقت هذه العشر شيئا
فإنها عشر مشهودة
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه د.محمد سالم