
منصة الميدان
June 7, 2025 at 04:35 PM
*سؤال طفل.. و90 شيكل من العجز*
يروي أحد الأشخاص في غزة ويقول: وأنا جالس مع أحد الأصدقاء على باب خيمته،
جاءه ابنه ذو التسع سنوات، حافي القدمين، يحمل في عينيه سؤالًا أكبر من عمره،
وقال له بصوت مكسور:
"بابا.. كيلو الطحين صار بـ90 شيكل، وإحنا ما أكلنا اليوم خبز،
يعني مش راح نوكل خبز بعد هيك؟"
ساد الصمت.
لا أحد فينا كان يملك إجابة.
حتى الأب، الذي لطالما تظاهر بالقوة، نظر في الأرض وهزّ رأسه فقط.
أقسم بالله، ما في أقسى من أن يعجز الأب عن توفير رغيف،ولا أوجع من أن يُسأل عن الجوع، ولا يجد إلا دمعة يخبّئها عن ابنه.
تصوّر، يا من تمثلوننا في قاعات المفاوضات،
يا من تجلسون خلف الطاولات أن طفلاً في خيمة يسأل عن الخبز، لا عن الدولة، ولا السياسة، ولا الحدود.
لعن الله كل من تاجر بجوع هذا الشعب،
ولعن الله من صمت عن السارقين، وسوّق للصامتين، وتلحف بشعار "أنا مالي".
الجوع لا يحتاج بيانات، بل خبزًا.
والطفل لا يريد خطابات، بل رغيفًا صغيرًا لا يُشترى بالذل.
😢
8