- ليس أشقى للعبد من أن يكله الله تعالى لنفسه ، فإنه إن وكل لنفسه وُكل إلى ضيعة وهوان وخذلان وضعف ولو أوتي من الذكاء والحكمة والفهم ما أوتي جميع الأولين والآخرين ولذا كان كل من استطال بمعرفته وفهمه أو ماله وجاهه أو حسبه ونسبه أو عبادته وطاعته تابعًا لقارون في بغيه حينما قال: *"إنما أوتيته على علم عندي"* فإن لم يُخسف به الأرض ك قارون، فإن قلبه قد خُسف به في أوحال المعاصي الباطنةمن الكِبر والغرور والعُجب وقد قال سيد البشر ﷺ: *" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر"* فما بالك بمن قد غُمس قلبه فيه؟! لأجل ذلك كان دعاء سيد البشر ﷺ: *"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين"* وقال ﷺ دعوات المكروب: *"اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت"* وقال النبي ﷺ لفاطمة رضي الله عنها: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: *"يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"* *اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..*