تشهد أسواق الذهب حاليًا حالة من الترقب والتقلب، مع عدة عوامل تؤثر على الأسعار. إليك ملخص لما يحدث والتحليلات والتوقعات: ما يحدث حاليًا في أسواق الذهب: * ارتفاع الأسعار بشكل عام: شهد الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال الأشهر الستة الماضية، حيث زاد بنسبة تتجاوز 25%. ووصل إلى مستويات قياسية في أبريل 2025. * تقلبات حديثة: على الرغم من الاتجاه الصعودي العام، شهد الذهب بعض التراجعات والتقلبات في الأيام الأخيرة. على سبيل المثال، تراجع الذهب بنسبة 1.24% في يوم واحد (6 يونيو 2025). * تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية: تتأثر أسعار الذهب بشكل كبير بالبيانات الاقتصادية الأمريكية، خاصةً تلك المتعلقة بسوق العمل والتضخم. أي بيانات ضعيفة في الولايات المتحدة تميل إلى دعم أسعار الذهب، حيث تزيد من التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. * طلب الملاذ الآمن: لا يزال الذهب يستفيد من الطلب عليه كملاذ آمن في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة وعدم اليقين في الأسواق العالمية. * مشتريات البنوك المركزية: تواصل البنوك المركزية حول العالم شراء كميات كبيرة من الذهب، مما يعكس تحولًا عالميًا بعيدًا عن الأصول المقومة بالدولار ويساهم في دعم قوة الذهب. * أداء الفضة: تشهد الفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث اخترقت حاجز 36 دولارًا للأوقية ووصلت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 13 عامًا، مدفوعة بتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة والطلب الصناعي القوي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية. التحليلات والتوقعات: عوامل الدعم: * توقعات خفض أسعار الفائدة: إذا استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في التراجع، فمن المرجح أن يزيد ذلك من التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية لأنه لا يحمل عائدًا. * الطلب من البنوك المركزية: من المتوقع أن يستمر الطلب القوي من البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب على المدى الطويل. * التوترات الجيوسياسية: أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية العالمية من شأنه أن يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن. * التضخم: إذا استمرت المخاوف من التضخم، سيزيد ذلك من جاذبية الذهب كتحوط ضد فقدان القوة الشرائية للعملات. عوامل قد تحد من الارتفاع أو تؤدي إلى تراجع: * قوة الدولار الأمريكي: يمكن أن يؤدي ارتفاع الدولار الأمريكي إلى جعل الذهب أغلى بالنسبة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قد يقلل من الطلب. * بيانات اقتصادية أمريكية قوية: إذا جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية أقوى من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة وبالتالي الضغط على أسعار الذهب. * جني الأرباح: بعد الارتفاعات الأخيرة، قد يشهد الذهب عمليات جني أرباح تؤدي إلى تراجع مؤقت في الأسعار. توقعات الخبراء لعام 2025 وما بعده: * معظم المحللين يتوقعون استمرار الارتفاع: يتوقع معظم المحللين أن ترتفع أسعار الذهب لتصل إلى ما بين 3,560.59 دولارًا و 3,925.39 دولارًا بحلول نهاية عام 2025. * توقعات أكثر تفاؤلاً: تشير بعض التوقعات المتفائلة إلى أن السعر قد يرتفع إلى 3,956.22 دولارًا. * توقعات أكثر تحفظًا: بينما تشير توقعات أكثر تحفظًا إلى أن السعر قد يصل إلى 3,315.00 دولارًا بحلول نهاية العام. * جولدمان ساكس: يتوقع جولدمان ساكس أن يصل الذهب إلى 3,700 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، مع إمكانية الارتفاع إلى 3,880 دولارًا في حالة حدوث ركود. * جي بي مورغان: يتوقع جي بي مورغان أن ترتفع أسعار الذهب نحو 3,000 دولار للأوقية بحلول الربع الرابع من عام 2025، مع متوسط ربع سنوي يبلغ 2,950 دولارًا للأوقية. * على المدى الطويل: يتوقع المحللون أن يستمر سعر الذهب في الارتفاع على المدى الطويل، وقد يصل إلى ما بين 8,999.00 دولارًا و 10,000.00 دولارًا بحلول عام 2040-2050. التحليل الفني: * يشير التحليل الفني إلى أن الذهب يتداول حاليًا في اتجاه هابط على المدى المتوسط في بعض التحليلات. * هناك مستويات دعم ومقاومة رئيسية يجب مراقبتها. * تظهر بعض المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD) إشارات بيع في بعض الفترات، مما يشير إلى ضعف الزخم الصعودي على المدى القصير. باختصار، يبدو أن أسواق الذهب ستظل متقلبة في الفترة القادمة، لكن الاتجاه العام يميل نحو الصعود مدعومًا بالمخاوف الاقتصادية والجيوسياسية ومشتريات البنوك المركزية. ومع ذلك، فإن أي بيانات اقتصادية أمريكية قوية أو تغيير في سياسات البنوك المركزية يمكن أن يؤثر على هذا الاتجاه.