*((#قصة_وعبرة))* *((#حذاء_الحب))* في مساءٍ دافئ، جلستُ مع خالتي نتبادل أطراف الحديث كعادتنا، نتنقل من موضوع لآخر حتى وصلنا إلى حديثٍ عن الزواج. كانت كلماتها تنساب بهدوء، مليئة بالحكمة والتجارب، تنصحني كيف أكون زوجًا ناجحًا، وكيف أن التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق الكبير. سألتها مدفوعًا بالفضول والحنين، "هل تتذكرين موقفًا لا يُنسى من زوجك؟" ابتسمت بتأمل، ثم قالت: "كثيرة هي اللحظات الجميلة، لكن هناك واحدة محفورة في قلبي، تعود إلى أحد عشر عامًا مضت…" بدأت تسرد الموقف بصوتها العذب: "كان زوجي يعمل سائق أجرة، واتصلت به في الخامسة مساءً أذكّره بحفل زفاف دعيت إليه، فأوصاني أن أكون جاهزة بعد نصف ساعة لأن وقته ضيّق. وبالفعل، كنت مستعدة، لكنّي ارتكبت خطأً بسيطًا… استعرت حذاء من جارتي دون أن أُجربه، ولم أكتشف أنه صغير جدًا إلا وأنا أركب السيارة. كان ضيقًا بشكل مؤلم، لكنّي لم أشأ أن أشتكي، خفت أن يغضب أو يرفض ذهابي." سكتت للحظة وكأنها تعيد المشهد في ذهنها، ثم تابعت: "أوصلني إلى القاعة وغادر سريعًا، حتى دون أن يُحيي أحدًا. وبعد نصف ساعة فقط، جاء ابن أختي مسرعًا يقول: ‘زوجك عند الباب… يناديك!’ توترت وركضت إليه… فوجدته واقفًا يحمل صندوقًا صغيرًا فيه حذاء جديد. قال لي بهدوء: ‘رأيتك أعرج… ولم أتحمل رؤيتك تتألمين.’" ابتسمت خالتي والدمعة تلمع في عينها، وقالت: "ذلك الموقف علّمني أن الحب لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال الصغيرة التي تأتي في وقتها تمامًا… في قمة انشغاله، لم تغب عن عينيه معاناتي." *العبرة من القصة:* الحب الحقيقي لا يظهر في الهدايا الكبيرة أو الكلمات المنمقة، بل في التفاصيل الصغيرة والاهتمام الصادق. أن تلاحظ ألم من تحب، وتسعى لتخفيفه دون أن يُطلب منك، هو أصدق أشكال الحب. "برأيك… هل التفاصيل الصغيرة أهم من الكلام الكبير في الحب؟ ولماذا؟ " "لو كنت مكان هذا الزوج… هل كنت ستفعل الشيء نفسه؟ أم تعتبرها مبالغة؟ "