الإعلام الحربي - السودان
الإعلام الحربي - السودان
June 10, 2025 at 06:43 AM
العلمانية و كذبها : ازدواجية الخطاب بين الديمقراطية والقمع – السودان نموذجًا بقلم: (عمر فانجوخ) لطالما رفعت النخب العلمانية في العالم شعار الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، إلا أن الوقائع على الأرض تكشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسات. في السودان، حيث رفعت "قوى الحرية والتغيير" – المعروفة اختصارًا بـ"قحت" – راية المدنية والديمقراطية بعد الانقلاب على البشير، انكشف الوجه الحقيقي لهذا التيار في أكثر من محطة، أبرزها فض الاعتصام، وانتهاكات 30 يونيو، والأدوار المريبة لبعض عناصر لجان المقاومة، الذين تحولوا من "مناضلين" إلى أدوات قمع واعتقال. فض الاعتصام ودور "قحت" الغامض في يونيو 2019، عايش السودانيون فاجعة فض الاعتصام أمام القيادة العامة، ذلك الحدث الدموي الذي أُريقت فيه دماء الأبرياء بوحشية. وبينما أُلقي باللوم رسميًا على قوات الدعم السريع، لم تخلُ الساحة من أصابع اتهام موجَّهة لقوى "قحت" التي كانت وقتها جزءًا من المشهد التفاوضي مع المجلس العسكري، وساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تهدئة الغضب الشعبي، بل وتبرير العودة إلى طاولة التفاوض مع من أراقوا الدماء، متذرعين بـ"المصلحة الوطنية". 30 يونيو: قمع ممنهج باسم الثورة خرج المتظاهرون من التيارات المناهضة للقحاتة في 30 يونيو يطالبون بالعدالة والحرية، لكن الرد كان عنيفًا. لم يكن العنف فقط من القوات التي كانت ترتدي زي النظاميين، بل من ميليشيات مدنية محسوبة على "قحت" ذاتها، تمارس القمع وتلاحق الإعلاميين، وتهدد كل من لا يسير ضمن سرديتهم. وأمام عدسات الكاميرات، اعتُقل مهندس البث لقناة الجزيرة – السودان بطريقة مهينة لا تليق إلا بالأنظمة الاستبدادية مثل "قحت" ذاتها. الإعلام والعمال الإنسانيون: ضحايا "المدنية" ما جرى للإعلامية وطواقم العمل الإنساني من اعتداءات متكررة، سواء من بعض عناصر لجان المقاومة أو جهات تابعة لحكومة ما بعد الثورة، يكشف هشاشة الالتزام بالمعايير الإنسانية والديمقراطية. بات الإعلام يُقمع إن لم يردد ما يريدونه، والناشط يُهاجم إن خرج عن الصف في زمن حكمهم البغيض. الحرب الكرمة : "قحت" الجناح السياسي لمليشات ال دقلو الإرهابية في حرب الكرامة التي اندلعت لاحقًا، لم تتورع بعض القيادات الغالبية العظمى من قيادات "قحت" عن الاصطفاف مع مليشيات ال، بل وهناك اتهامات موثقة بتورطهم في دعم مجازر ضد المدنيين، بذريعة الحرب ضد "العدو المشترك". لكنها في الحقيقة كانت حرب نفوذ وسيطرة، حوّلت المدن إلى ساحات معارك دموية وراح ضحيتها الأبرياء. الغرب وإسرائيل: ازدواجية القيم وعلى المستوى العالمي، نجد الدعم الغربي الأعمى لإسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين – دعم يتناقض تمامًا مع خطاب "الديمقراطية وحقوق الإنسان". حُصار خانق، واعتداءات على الإعلاميين، وقتل للمدنيين، كلها تُبرر من قبل دول تدّعي احترام القانون الدولي. فهل هذه هي الديمقراطية التي يريدون تسويقها للعالم الثالث؟ مثال لوس أنجلوس: الديمقراطية تحت السلاح عندما اندلعت احتجاجات ضد العنصرية في لوس أنجلوس ، لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استخدام العنف المفرط، واتهام المحتجين بـ"التمرد"، وهو ذات الخطاب الذي تتبناه الأنظمة القمعية في العالم العربي. فهل تختلف الشعارات كثيرًا حينما تمس المصالح الذاتية للنخبة الحاكمة؟ إن ما يجري في السودان، وفي كثير من دول العالم، يفرض علينا إعادة التفكير في الرواية العلمانية التي تدّعي احتكار الديمقراطية. فالممارسة أثبتت أن لا فرق كبيرًا بين نظام شمولي يفرض قمعه باسم الأمن، وآخر يمارسه باسم المدنية. الشعوب تستحق ما هو أصدق من هذه الواجهات الزائفة. https://www.facebook.com/share/p/16ie9cQ4wG/
👍 2

Comments