
همــლــات 𓍼֪ إيـمــانية 𓍲🤍
June 6, 2025 at 06:10 PM
*🏷 خاطرة جميلة بعنوان: أداء الأمانة*
•┈┈•◈◉❒◉◈•┈┈•
الجمعة ٦ يونيو ٢٠٢٥م
━━☘️🌹☘️━━
*وقعت أحداث هذه القصة في شهر «ذو الحجة»، وفي مدينة «القُدس» حيث يوجد ﺳﻮﻕٌ اﺳﻤﻪ "ﺳﻮﻕ الحُجاج"، مازال موجوداً حتى الآن ويُسمى "ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ". ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎدة أن يضع الحاج ﺍﻷﻣﺎﻧﺎت ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍلٍ وذﻫﺐٍ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺩﻛﺎﻥٍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻳُﻐﺎدر إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ، وﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ وﻳﺄﺧﺬ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ وﻳﻤﻀﻲ إﻟﻰ ﺑﻠﺪه. ﻛﺎﻟﻌﺎدة؛ ﺟﺎء رﺟﻞٌ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ «فلسطين» ﻳﺤﻤﻞ ﺻُﺮةً ﺣﻤﺮﺍﺀ وضع بها ماله، ثم ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ أﺣﺪ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﻭﺃعطى ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎن ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼُﺮﺓ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳُﻮﺩﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪه ﺃﻣﺎﻧﺔً إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺞ؛ وﺍﻓﻖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻫﺎ؛ إذ بلغت ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف درﻫﻢٍ، وﺗﻌﺮّف على الحاج وعرف اسمه. ﻏﺎدر ﺍﻟﺮﺟﻞ صاحب الأمانة إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻗﺎﺻﺪاً ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، وﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﺃﺷﻬﺮٍ ﻋﺎد ﺍﻟﺮﺟﻞ، ودﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﺎحبه؛ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻌُﻤّﺎل ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭسيأتي بعد قليلٍ. ﻋﻨﺪما عاد صاحب الدُكان ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻪ؛ فسأﻟﻪ: "ﻛﻢ ﺃﻭﺩﻋﺖَ ﻟﺪﻳﻨﺎ؟"، ﻗﺎل ﻟﻪ: "ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف درﻫﻢ"، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: "ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻚ"، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: "ﺍﺳﻤﻲ ﻓُﻼن، ﺃﻻ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ؟"، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: "ﻓﻲ ﺃﻱ ﻳﻮﻡٍ أودعتَ أمانتك لدينا؟"، ﻗﺎﻝ: "ﻳﻮم ﻛﺬا"، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﺗﺎب ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ. سأﻟﻪ صاحب الدُكان: "ﻣﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺼُﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭضعتَ المال ﺑﻬﺎ؟"، ﻗﺎل ﻟﻪ: "ﺻُﺮةٌ ﺣﻤﺮﺍﺀ"، ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: "حسناً اﺟﻠﺲ ﻗﻠﻴﻼً".. ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎر ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ له، ﻭﺍﺳﺘﺄذن ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻥ ﻋﻨﺪه ﺃﻣﺮٌ مُهمٌ ﻭﺳﻴﻌﻮد ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮر. اﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ وقتاً ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ، ﻭإذا ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻌﻪ ﺻُﺮﺓً ﺣﻤﺮﺍﺀ وﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻف درﻫﻢ، ﻋﺪَّﻫﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ وﺗﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ: "ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً" ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.*
▬▭▭▬▭▭
*وأثناء مشي الحاج ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ إذا ﺑﻪ ﻳﺮﻯ شيئاً ﻏﺮيباً! اﻗﺘﺮﺏ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ، وكأنه قد تذكر للتو شيئاً كان قد نساه، دﺧﻞ ﺇﻟﻰ أحد الدكاكين، وﻛﺎﻧﺖ حينئذٍ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ! ﻫﺬا هو ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ ﺍلذي ﻭﺿﻊ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ فيه وليس الدُكان الآخر! ﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ: "ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ورحمة الله"، رد عليه صاحب الدكان: "وﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍلله وبركاته، ﺗﻘﺒَّﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣِﻨﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻚ"، ثم قام إلى غُرفةٍ صغيرةٍ في آخر الدُكان فأحضر صُرةً حمراء وقال للرجل: "ﻫﺬه ﺻُﺮﺗﻚ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ"، فاندهش الحاج وقصَّ على صاحب الدُكان ﻣﺎ ﺣﺼﻞ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺪُﻛﺎﻥ ﻭﺩﺧﻞ إلى دُكانٍ آخر وأن صاحب ذلك الدُكان ﻟﻢ ﻳُﺸﻜﻚ ﺑﻜﻼﻣﻪ، وأﻋﻄﺎه ﺍﻟﻤﺎﻝ! فذهبا ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄلاه: "ﻛﻴﻒ ﺗُﻌﻄﻲ الحاج ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ؟"، ﻓﻘﺎﻝ لهما: "ﻭﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ، أﻧﻲ ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻪ، ﻭﻟﻢ أﺗﺬﻛﺮ أﻥ ﻟﺪﻳﻪ أﻣﺎﻧﺔً ﻋﻨﺪﻱ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖُ أﻧﻪ ﻭﺍﺛﻖٌ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻌﻲ، ﻭأﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐٌ ﻋﻦ ﻫﺬه ﺍﻟﺒﻼﺩ، وﺃنني ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃُﻋﻄﻪ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ، ﻭﺳﻴُﺤﺪِّﺙ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ إﻥ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺳُﺮﻗﺖ ﻣﻨﻪ بمدينة «القُدس»، ﻭﺳﻴﺬﻳﻊ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ «فلسطين» ﻛﻠﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻕ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻭﺗﺬﻛﺮﺕُ قول ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻓَﺈِﻥْ ﺃَﻣِﻦَ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢْ ﺑَﻌْﻀﺎً ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ ﻭَﻟْﻴَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠﻪَ ﺭَﺑَّﻪُ﴾ ﻓﺬﻫﺒﺖُ ﻭﺑﻌﺖُ ﺑِﻀﺎﻋﺔً ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢٍ؛ ﻓﻠﻢ تكفِ ﻟﺴﺪﺍﺩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ؛ فاﺳﺘﺪﻧﺖُ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖٍ لي ﺃلفاً ﻭﺧُﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢٍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺧُﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻓﺄكملتُ ﻟﻪ أمانته ثلاثة آلاف درهمٍ كما أخبرني"!*
▬▭▭▬▭▭
*أحبتي في الله.. صاحب الدُكان الأول رجلٌ يتقي الله سُبحانه وتعالى. كان ذلك في الزمن الجميل، وﺍﻟﻴﻮﻡ نحن ﻓﻲ زﻣﻦٍ صار أﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﺷﻄﺎﺭﺓً، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻋﻤﻠﺔً ﻧﺎﺩﺭﺓً ﺑﻴﻦ الناس، إلا من رحم ربي.*
▬▭▭▬▭▭
*وعن (أداء الأمانة) قصةٌ عجيبةٌ ومُؤثرةٌ حدثت أيضاً في شهر «ذو الحجة» لأحد القُضاة، كان في «مكة» في موسم حجٍ، وكان مُفلساً لا يملك شيئاً من حُطام الدنيا، وقد اشتد به الجوع ذات يومٍ؛ فخرج يبحث عن كِسرة خُبزٍ أو أي شيءٍ يسد به رمقه، فإذا به يجد صُرةً من الحرير الأحمر مُلقاةً على الأرض، ففتحها فوجد بداخلها عِقداً ثميناً من اللؤلؤ، تُقدر قيمته بخمسين ألف دينار، فأخذ الصُرة وقفل راجعاً، فبينما هو في طريقه، إذا برجلٍ ينشد العِقد، ويُنادي في الناس يقول إنه افتقد صُرةً من حرير، فمن وجدها فله خمسون ديناراً! فسأله: "ماذا يوجد بداخل الصُرة؟"، قال: "بداخلها عِقد لؤلؤٍ ثمين"، فسأله عن علامة العِقد؛ فلما أخبره بها دفع إليه الصُرة على الفور، فأخرج له خمسين ديناراً وناولها له، فأبى أن يأخذها، قائلاً: "ما ينبغي لي أن آخذ مُقابلاً على لُقطةٍ وجدتها وأعدتها لصاحبها، فإني ما أعدتُ لك هذا العٍقد طمعاً في الجائزة، بل طمعاً في رضا ربي"، فرفض أخذ المال وهو حينها يتضور جوعاً ولا يجد كِسرة خبزٍ يابسةٍ يسد بها رمقه، فدعى له ذلك الرجل بخيرٍ، ومضى كلٌ منهما لحال سبيله.*
*مكث هذا القاضي المُحدِّث في «مكة» أياماً ثم قرَّر أن يركب البحر لعله يُصيب شيئاً يتموَّل به، فبينما هو في السفينة في عرض البحر، إذ هبَّت عاصفةٌ هوجاء، لم تزل تتلاعب بسفينتهم حتى حطمتها وأغرقتها، فتعلق القاضي بلوحٍ من حُطام السفينة، وما زال مُتشبثاً بذلك اللوح والموج يتقاذفه حتى ألقى به على الشاطئ، وقد بلغ به الجهد والإعياء مبلغاً عظيماً، فنظر فشاهد مسجداً فاستجمع قواه وجرَّ نفسه حتى وصل إلى المسجد فارتمى في داخله، وهو لا يدري شيئاً عن هذا المكان، ولا يعرف أحداً من أهله. ثم لم يلبث أن دخل ذلك المسجد رجلٌ، فلما رآه سأله عن حاله، فعرَّفه بنفسه وقصَّ عليه قصته مع غرق السفينة؛ أتى له الرجل بطعامٍ وشرابٍ وثوبٍ يستدفئ به، وقال له إنهم يبحثون عن رجلٍ يستأجرونه ليؤمهم في الصلاة في ذلك المسجد، فلما أخبره أنه يحفظ كتاب الله تعالى، سارعوا إلى استئجاره إماماً للمسجد، فلما علموا أنه يُجيد الكتابة، استأجروه ليُعلِّم لهم أبناءهم.*
*قال القاضي راوي هذه الحكاية: "فتموَّلتُ، وأصبحتُ بخير حالٍ، فجاءوني يوماً وقالوا لي إن لديهم فتاةً يتيمةً يُريدون أن يُزوِّجوني بها، وألحُّوا عليَّ في ذلك فوافقتُ، فلمَّا أدخلوني عليها رأيتُ على صدرها عِقداً من اللؤلؤ، فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العِقد، وأنا في حالٍ من الذُهول والعجب، إذ أنه هو ذات العِقد الذي وجدته في «مكة». فبينما أنا أُحملق في العِقد؛ إذا بالفتاة تخرج باكيةً مُنتحبةً، تقول: "إنه لا يُريد أن ينظر إلى وجهي، فهو لا يرفع بصره عن العِقد الذي على صدري". يقول الرجل: "فلما صليتُ بالناس صلاة الفجر ذكروا لي ما قالته الفتاة، فأخبرتهم أنني قد وجدتُ هذا العِقد قبل كذا وكذا مُلقىً على الأرض في صُرةٍ من حريرٍ أحمر ببيت الله الحرام، وقد أعدته لصاحبه، فكبَّروا جميعاً، حتى ارتجَّ المسجد بتكبيرهم! تعجبتُ؛ فلا أعلم ما الذي دعاهم لذلك، فلما رأوا الدهشة تعلو وجهي أخبروني أن صاحب العِقد هو والد هذه اليتيمة، وليس لديه سواها، وكان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد، وأنه تُوفي قبل مُدةٍ، ولكنه منذ أن عاد من الحج لم يفتأ يدعو بهذا الدعاء، ونحن نؤمِّن من خلفه: {اللهمَّ إني لن أجد أحداً مثل صاحب العِقد؛ اللهم لقني به حتى أزوِّجه وحيدتي}، وها قد استجاب الله تعالى لدعائه فجاء بك وزوَّجك ابنته، وإن بعد موته، وهذا جزاء الأمانة وعِفة النفس"!*
▬▭▭▬▭▭
*يقول أهل العلم إن الله سُبحانه وتعالى وصف المؤمنين الصالحين الذين كتب لهم الفلاح والرشاد في الدُنيا والآخرة بأنهم يرعون أماناتهم ويؤدونها حق الأداء؛ يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾. والأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودُنياه قولاً وفعلاً، والأمانة هي أداء الحقوق، والمُحافظة عليها، فالمُسلم يُعطي كل ذي حقٍ حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويؤدي ما عليه تجاه الخَلْق. والأمانة خُلقٌ جليلٌ من أخلاق الإسلام، وهي فريضةٌ عظيمةٌ حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعِظمها وثقلها؛ يقول تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾. ولقد أمرنا الله تعالى بأداء الأمانات؛ يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾.*
*ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلاً على إيمان المرء وحُسن خلقه، قال: [لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ]. وقال عليه الصلاة والسلام: [أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ، فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ]. وكانت من آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الوصية بالأمانة فقال: [وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا -وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ- أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ].*
*وعن (أداء الأمانة) قال الشاعر:*
فَعَلَيكَ تَقْوى اللهِ فالْزَمْها تَفُز
إنَّ التَقيَّ هُوَ البَهيُ الأَهْيَبُ
وَاعْمَلْ بِطاعَتِهِ تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا
إنَّ المُطيعَ لِرَبِهِ لَمُقَرَّبُ
أدِّ الأمانَةَ ، وَالخيانَةَ فاجْتَنِبْ
وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِمْ يَطيبُ المَكْسَبُ.
▬▭▭▬▭▭
*أحبتي.. من الأمانة حفظ الودائع و(أداء الأمانة) لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المُشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عنده صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم، وليس هذا بغريبٍ؛ فهو الذي كانوا يُلقبونه بالصادق الأمين. وقد حثنا عليه الصلاة والسلام على رد الودائع إلى أصحابها؛ فقال: [مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ].*
▬▭▭▬▭▭
*اللهم اجعلنا من المُتقين، وممن يحفظون الأمانات ويؤدونها إلى أصحابها، واجعلنا اللهم من المُتعففين، الذين يردون ما عليهم من أماناتٍ، لا ينتظرون مُكافأةً من بشرٍ، ولا يرغبون في سُمعةٍ، بل خوفاً منك، وحرصاً على رضاك، وطمعاً في رضوانك.*
•┈┈•◈◉❒◉◈•┈┈•
> *المصدر ⦂*
*📚↫خاطرة_الجمعة_الوليلي.*

❤️
👍
☘️
♥
❤
🍂
💚
🩵
🫶
39