‏ *أجدُ كثيرًا من الناس يقولون:* إن المجال القانوني به اكتفاء، ولا مستقبل للملتحقين بالتخصصات القانونية. حقيقةً، هذا لا يصدر غالبًا إلا من متخرجٍ عاطلٍ لم يتميّزْ، أو من متميّزٍ لا يريدُ لأحدٍ أن ينافسَه. وفي رأيي: إن المجال القانوني لا يزالُ في احتياجٍ إلى أَفذاذٍ مميزين، فمتى ما كنتَ متميزاً ستجدُ لك مكانًا بعد تخرجك، ولن يطولَ بقاؤك عاطلًا عن العمل. ولا يخفى على المتأمل في واقع سوق العمل القانوني أن الفرص لا تزالُ متاحة، لكنها لا تُمنَح إلا لمن يستحق. فليس كلُّ من نال شهادة القانون يُعَدُّ قانونيًّا ناجحًا. ولمن لا يزال على مقاعد الدراسة، أقول له اغتنم وقتك في بناء نفسك، وابتعد عن المثبطين، واصنع لنفسك اسمًا من الآن. شارك في الدورات، اقرأ في الفقه والنظام، تدرب في مكاتب قانونية، وكن حاضرًا ذهنيًّا ومهنيًّا قبل التخرج. فالسوق لا ينتظر أحدًا، لكنه يُنصفُ المجتهد ويكافئ صاحب العطاء. وتذكر دومًا لا يُوجد مجال مكتفٍ بأهله، والمجال القانوني كغيره، واسعٌ لمن وسّع مداركه، وضَيِّقٌ على من ضاقت همّته أتذكّر أنهم قالوا لي منذ عشرِ سنين، أي قبل أن أتخصص "القانون فيه تكدّس"، ووجدتُ نفسي بعد التخرجِ ولله الحمدُ في زحامٍ من النعم، ولم أَحْزْها إلا بتوفيقِ ربي، ثم باجتهادي وتميّزي. *فلا تقلقْ، عزيزي الطالب، متى ما تميزتَ ستجدْ مكانًا يليقُ بك .*