السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
May 20, 2025 at 05:14 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519 قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom صفحتنا على فيسبوك: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz نتابع مع *السيرة النبوية بعد فتح مكة* *البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح (فتح مكة)* وبعد الرجوع من هذا السفر الطويل الناجح أقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة يستقبل الوفود، ويبعث العمال، ويبث الدعاة، ويَكْبِتُ من بقي فيه الاستكبار عن الدخول في دين اللّه، والاستسلام للأمر الواقع الذي شاهدته العرب. وهاك صورة مصغرة من ذلك. *المصدقون*: قد عرفنا مما تقدم أن رجوع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان في أواخر أيام السنة الثامنة، فما هو إلا أن استهل هلال المحرم من سنة 9 هـ، وبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المُصَدِّقين إلى القبائل، وهذه هي قائمتهم: 1 ـ عُيَيْنَةُ بن حصن إلى بني تميم. 2 ـ يزيد بن الحُصَيْن إلى أسْلَم وغِفَار. 3 ـ عَبَّاد بن بشير الأشهلي إلى سُلَيْم ومُزَيْنَةَ. 4 ـ رافع بن مَكِيث إلى جُهَيْنَة. 5 ـ عمرو بن العاص إلى بني فَزَارَة. 6 ـ الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب. 7 ـ بشير بن سفيان إلى بني كعب. 8 ـ ابن اللُّتِبيَّة الأزدي إلى بني ذُبْيَان. 9 ـ المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء ـ وخرج عليه الأسود العنسي وهو بها. 10 ـ زياد بن لبيد إلى حضرموت. 11 ـ عدي بن حاتم إلى طيئ وبني أسد. 12 ـ مالك بن نُوَيْرَة إلى بني حَنْظَلَة. 13ـ الزِّبْرِقَان بن بدر إلى بني سعد ـ إلى قسم منهم. 14 ـ قيس بن عاصم إلى بني سعد ـ إلى قسم آخر منهم. 15 ـ العلاء بن الحضرمي إلى البحرين. 16 ـ علي بن أبي طالب إلى نجران ـ لجمع الصدقة والجزية كليهما. وليس هؤلاء العمال كلهم بعثوا في المحرم سنة 9 هـ، بل تأخر بعث عدة منهم إلى اعتناق الإسلام من تلك القبائل التي بعثوا إليها. نعم كانت بداية بعث العمال بهذا الاهتمام البالغ في المحرم سنة 9 هـ، وهذا يدل على مدى نجاح الدعوة الإسلامية بعد صلح الحديبية، وأما بعد فتح مكة فقد دخل الناس في دين اللّه أفواجاً. *السرايا*: وكما بعث المصدقون إلى القبائل، مَسَّتِ الحاجة إلى بعث عدة من السرايا مع سيادة الأمن على عامة مناطق الجزيرة، وهاك لوحة تلك السرايا: 1ـ *سرية عيينة بن حصن الفزاري ـ في المحرم سنة 9 هـ ـ إلى بني تميم*، في خمسين فارساً، لم يكن فيهم مهاجري ولا أنصاري، وسببها: أن بني تميم كانوا قد أغروا القبائل، ومنعوهم عن أداء الجزية. وخرج عيينة بن حصن يسير الليل، ويكمن النهار، حتى هجم عليهم في الصحراء فولى القوم مدبرين، وأخذ منهم أحد عشر رجلاً *وإحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبياً*، وساقهم إلى المدينة، فأنزلوا في دار رَمْلَة بنت الحارث. وقدم فيهم عشرة من رؤسائهم، فجاءوا إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم فنادوا: يا محمد، اخرج إلينا، فخرج، فتعلقوا به، وجعلوا يكلمونه، فوقف معهم، ثم مضى حتى صلى الظهر، ثم جلس في صحن المسجد، فأظهروا رغبتهم في المفاخرة والمباهاة، وقدموا خطيبهم *عُطَارِد بن حاجب* فتكلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم *ثابت بن قيس بن شَمَّاس* ـ *خطيب الإسلام* ـ فأجابهم، ثم قدموا شاعرهم *الزبرقان بن بدر*، فأنشد مفاخراً، فأجابه *شاعر الإسلام حسان بن ثابت* على البديهة. ولما فرغ الخطيبان والشاعران قال الأقرع بن حابس: خطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، وأقوالهم أعلى من أقوالنا، ثم أسلموا، فأجازهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأحسن جوائزهم، ورد عليهم نساءهم وأبناءهم. 2ـ *سرية قُطْبَة بن عامر إلى حي من خَثْعَم بناحية تَبَالَة*، بالقرب من تُرَبَة في صفر سنة 9 هـ. خرج قطبة في عشرين رجلاً على عشرة أبعرة يعتقبونها، فشن الغارة، فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً، وقتل قطبة مع من قتل، وساق المسلمون النَّعَم والنساء والشاء إلى المدينة. 3ـ *سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كِلاَب* في ربيع الأول سنة9هـ: بعثت هذه السرية إلى بني كلاب؛ لدعوتهم إلى الإسلام، فأبوا وقاتلوا، فهزمهم المسلمون، وقتلوا منهم رجلاً. 4ـ *سرية علقمة بن مُجَزِّرِ المُدْلِجي إلى سواحل جُدَّة*: في شهر ربيع الآخر سنة 9هـ في ثلاثمائة، بعثهم إلى رجال من الحبشة، كانوا قد اجتمعوا بالقرب من سواحل جدة للقيام بأعمال القَرْصَنَة ضد أهل مكة، فخاض علقمة البحر حتى انتهى إلى جزيرة، فلما سمعوا بمسير المسلمين إليهم هربوا. 5ـ *سرية علي بن أبي طالب إلى صنم لطيئ يقال له: الفُلْس* ـ ليهدمه ـ في شهر ربيع الأول سنة 9 هـ . بعثه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة، على مائة بعير وخمسين فرساً، ومعه راية سوداء ولواء أبيض، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر، فهدموه وملؤوا أيديهم من السبي والنعم والشاء، وفي السبي *أخت عدي بن حاتم*، وهرب عدي إلى الشام، ووجد المسلمون في خزانة الفلس ثلاثة أسياف وثلاثة أدرع، وفي الطريق قسموا الغنائم، وعزلوا الصفي لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ولم يقسموا آل حاتم . ولما جاءوا إلى المدينة استعطفت أخت عدي بن حاتم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قائلة: يا رسول اللّه، غاب الوافد، وانقطع الوالد، وأنا عجوز كبيرة، ما بي من خدمة، فمُنَّ عليَّ، منّ اللّه عليك. قال: *من وافدك*؟ قالت: عدي بن حاتم، قال: *الذي فر من اللّه ورسوله*؟ ثم مضى، فلما كان الغد قالت مثل ذلك، وقال لها مثل ما قال أمس. فلما كان بعد الغد قالت مثل ذلك، فمن عليها، وكان إلى جنبه رجل ـ ترى أنه علي ـ فقال لها: سليه الحِمْلان فسألته فأمر لها به. ورجعت أخت عدي بن حاتم إلى أخيها عدي بالشام، فلما لقيته قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها، ائته راغباً أو راهباً، فجاءه عدي بغيرأمان ولا كتاب. فأُتي به إلى داره، فلما جلس بين يديه حمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: *ما يُفِرُّكَ ؟ أيُفِرُّك أن تقول: لا إله إلا اللّه؟ فهل تعلم من إله سوى اللّه*؟ قال: لا. ثم تكلم ساعة ثم قال: *إنما تفر أن يقال: اللّه أكبر، فهل تعلم شيئاً أكبر من الله*؟ قال: لا. قال: *فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضالون*. قال: فإني حَنِيف مسلم، فانبسط وجهه فرحاً، وأمر به فنزل عند رجل من الأنصار، وجعل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم طرفي النهار. وفي رواية ابن إسحاق عن عدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أجلسه بين يديه في داره قال له: *إيه يا عدي بن حاتم، ألم تكن رَكُوسِيّا*؟ قال: قلت: بلى، قال: *أو لم تكن تسير في قومك بالمِرْبَاع*؟. قال: قلت: بلى. قال: *فإن ذلك لم يحل لك في دينك*. قال: قلت أجل واللّه. قال: وعرفت أنه نبي مرسل، يعرف ما يُجْهَل. وفي رواية لأحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *يا عُدَي، أسلم تسلم*. فقلت: إني من أهل دين. قال: *أنا أعلم بدينك منك*. فقلت: أنت أعلم بديني مني؟ قال: *نعم، ألست من الركوسية، وأنت تأكل مرباع قومك*؟ فقلت: بلى، قال: *فإن هذا لا يحل لك في دينك*. قال: فلم يعد أن قالها فتواضعت لها. وروي البخاري عن عدي قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: *يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ فإن طالت بك حياة فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا اللّه، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، ويطلب من يقبله فلا يجد أحداً يقبله منه* . . . ) الحديث وفي آخره : قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا اللّه. وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: *يخرج ملء كفه*. == من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (138) نشر يومي لسيرة المصطفى صـلى الله عليه وسلم على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl أو https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7 أو https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU أو https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm أو https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW أو https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL أو https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE أو https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK أو https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82 أو https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة. شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشر فيها. وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
👍 1

Comments