
السيرة النبوية ( الرحيق المختوم )
June 9, 2025 at 08:38 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaCm9DY6hENphgXNZ519
قناتنا على تلغرام: https://t.me/raheeqmakhtoom
صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0PJv8NfeycobvV5irUFMfvmTNBNccsMc6msq4uUsU2j3yCqPJmgtNGaYp6oxdxxkdl&id=61550797626176&mibextid=Nif5oz
نتابع مع *البيت النبوي (الأسرة النبوية)*
ذكرنا في المنشور السابق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج بإحدى عشرة سيدة، هنّ أمهات المؤمنين
جمع تسعا منهن في حياته
وذكرنا أن كلمة (أمهات) مع لواصقها وردت في القرآن الكريم 11 مرة بعدد أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. انظر الرابط التالي https://www.facebook.com/fawatehquran/posts/2246856522273981
ومن نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
عرف جيداً أن زواجه بهذا العدد الكثير من النساء
في أواخر عمره
بعد أن قضى ما يقارب ثلاثين عاماً
من ريعان شبابه وأجود أيامه
مقتصرا على زوجة واحدة شبه عجوز
- خديجة ثم سودة –
عرف أن هذا الزواج لم يكن لأجل أنه وجد بغتة في نفسه
قوة عارمة من الشبق،
لا يصبر معها إلا بمثل هذا العدد الكثير من النساء؛
بل كانت هناك أغراض أخرى
أجل وأعظم من الغرض الذي يحققه عامة الزواج.
فاتجاه الرسول صلى الله عليه وصلى إلى
*مصاهرة أبي بكر وعمر*
بزواجه بعائشة وحفصة –
وكذلك *تزويجه ابنته فاطمة بعلي بن أبي طالب* ،
و *تزويجه ابنتيه رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان* -
يشير إلى أنه يبغي من وراء ذلك
*توثيق الصلات بالرجال الأربعة*،
الذين عرف بلاؤهم وفداؤهم للإسلام في الأزمات التي مرت به،
وشاء الله أن يجتازها بسلام.
وكان من تقاليد العرب *الاحترام للمصاهرة*،
فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التقرب بين البطون المختلفة،
وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعاراً على أنفسهم،
فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بزواج عدة من أمهات المؤمنين
*أن يكسر سورة عداء القبائل للإسلام*،
ويطفئ حدة بغضائها،
كانت *أم سلمة* من بني مخزوم
- حي أبي جهل وخالد بن الوليد –
فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يقف خالد من المسلمين موقفه الشديد بأحد،
بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعا راغباً،
وكذلك أبو سفيان
لم يواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي محاربة
بعد زواجه بابنته أم حبيبة،
وكذلك لا نرى من قبيلتي بني المصطلق وبني النضير أي استفزاز وعداء
بعد زواجه بجويرية وصفية؛
بل كانت جويرية أعظم النساء بركة على قومها،
فقد أطلق الصحابة أسر مئة بيت من قومها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يخفي ما لهذا المن من الأثر البالغ في النفوس.
وأكبر من كل ذلك وأعظم
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأمورا بتزكية وتثقيف قوم
لم يكونوا يعرفون شيئا من آداب الثقافة والحضارة والتقيد بلوازم المدينة،
والمساهمة في بناء المجتمع وتعزيزه .
والمبادئ التي كانت أسسا لبناء المجتمع الإسلامي،
لم تكن تسمح للرجال أن يختلطوا بالنساء،
فلم يكن يمكن تثقيفهن مباشرة مع المراعاة لهذه المبادئ،
مع أن مسيس الحاجة إلى تثفيفهن مباشرة لم يكن أهون وأقل من الرجال،
بل كان أشد وأقوى.
وإذن فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم سبيل
إلا أن يختار من النساء المختلفة الأعمار والمواهب
ما يكفي لهذا الغرض،
فيزكيهن ويربيهن،
ويعلمهن الشرائع والأحكام،
ويثقفهن بثقافة الإسلام
*حتى يعدهن؛ لتربية البدويات والحضريات*،
العجائر منهن والشابات،
فيكفين مؤنة التبليغ في النساء.
وقد *كان لأمهات المؤمنين فضل كبير في نقل أحواله* - صلى الله عليه وسلم - المنزلية للناس،
خصوصاً من طالت حياته منهن كعائشة،
فإنها روت كثيراً من أفعاله وأقواله.
وهناك نكاح واحد كان *لنقض تقليد جاهلي متأصل، وهي قاعدة التبني*.
وكان للمتبنَّى عند العرب في الجاهلية جميع الحرمات والحقوق
التي كانت للابن الحقيقي سواء بسواء.
وكانت قد تأصلت تلك القاعدة في القلوب،
بحيث لم يكن محوها سهلاً،
لكن كانت تلك القاعدة تعارض معارضة شديدة
للأسس والمبادئ التي قررها الإسلام
في النكاح والطلاق والميراث
وغير ذلك من المعاملات،
وكانت تلك القاعدة تجلب كثيرا من المفاسد والفواحش
التي جاء الإسلام ليمحوها عن المجتمع .
وقدر الله أن يكون هدم تلك القاعدة
على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذاته الشريفة،
وكانت ابنة عمته زينب بنت جحش،
وكانت تحت زيد بن حارثة
الذي كان يدعى زيد بن محمد،
ولم يكن بينهما توافق،
حتى هم زيد بطلاقها،
وفاتح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم ـ إما بإشارات الظروف،
وإما بإخبار الله عز وجل إياه ـ
أن زيدا إن طلقها فسيؤمر هو صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها بعد انقضاء عدتها،
وكان ذلك في ظروف حرجة من تألب المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين،
وكان يخاف ـ إذا وقع هذا الزواج ـ
دعاية المنافقين والمشركين واليهود،
وما يثيرونه من الوساوس والخرافات ضده،
وما يكون له من الأثر السيئ في نفوس ضعفاء المسلمين،
فلما فاتح زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإرادته طلاق زينب
أمره بأن يمسكها ولا يطلقها،
وذلك لئلا تجيء له مرحلة هذا الزواج في تلك الظروف الصعبة.
ولم يرض الله من رسوله صلى الله عليه وسلم هذا التردد والخوف
حتى عاتبه الله عليه بقوله:
{ *وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ* } [ الأحزاب : 37 ] .
وأخيرا طلقها زيد،
وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أيام فرض الحصار على بني قريظة *بعد أن انقضت عدتها*.
وكان الله قد أوجب عليه هذا النكاح،
ولم يترك له خيارا ولا مجالا،
حتى تولى الله ذلك النكاح بنفسه يقول:
{ *فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا* } [ الأحزاب : 37 ] ،
وذلك ليهدم قاعدة التبني فعلاً
كما هدمها قولا:
{ *ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ* } [ الأحزاب : 5 ] ،
{ *مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ* } [ الأحزاب : 40 ] .
وكم من التقاليد المتأصلة الجافة لا يمكن هدمها أو تعديلها لمجرد القول،
بل لابد له من مقارنة فعل صاحب الدعوة،
ويتضح ذلك بما صدر من المسلمين في عمرة الحديبية،
كان هناك أولئك المسلمون الذين رآهم عروة بن مسعود الثقفي،
لا يقع من النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا في يد أحدهم،
ورآهم يتبادرون إلى وضوئه حتى كادوا يقتتلون عليه،
نعم كان أولئك الذين تسابقوا إلى البيعة على الموت
أو على عدم الفرار
تحت الشجرة،
والذين كان فيهم مثل أبي بكر وعمر،
لما أمر النبي صلى الله عليه وسم أولئك الصحابة المتفانين في ذاته
- بعد عقد الصلح –
أن يقوموا فينحروا هديهم
لم يقم لامتثال أمره أحد،
حتى أخذه القلق والاضطراب،
ولكن لما أشارت عليه أم سلمة أن يقوم إلى هديه فينحر،
ولا يكلم أحدا ففعل،
تبادر الصحابة إلى اتباعه في فعله،
فتسابقوا إلى نحر جزورهم.
وبهذا الحادث يتضح جليا
ما هو الفرق بين أثري القول والفعل لهدم قاعدة راسخة.
وقد أثار المنافقون وساوس كثيرة،
وقاموا بدعايات كاذبة واسعة حول هذا النكاح،
أثر بعضها في ضعفاء المسلمين،
لا سيما أن زينب كانت خامسة أزواجه صلى الله عليه وسلم،
ولم يكن يعرف المسلمون حل الزواج بأكثر من أربع نسوة،
وأن زيدا كان يعتبر ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم،
والزواج بزوجة الابن كان من أغلظ الفواحش،
وقد أنزل الله في سورة الأحزاب حول الموضوعين ما شفى وكفى،
وعلم الصحابة أن التبني ليس له أثر عند الإسلام،
وأن الله تعالى وسع لرسوله صلى الله عليه وسلم في الزواج مالم يوسع لغيره،
لأغراضه النبيلة الممتازة.
==
من كتاب سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( *الرحيق المختوم* ) لصفي الرحمن المباركفوري: منشور رقم (158)
نشر يومي لسيرة المصطفى صـلى الله عليه وسلم على واتساب
للانضمام اختر أحد الروابط التالية:
https://chat.whatsapp.com/GPtO26tdNZD08gXc3IoLwl
أو
https://chat.whatsapp.com/LbVtQ0649uaAm6ha75d9N7
أو
https://chat.whatsapp.com/ClRAZHJXpGEBBn1tAv3YOU
أو
https://chat.whatsapp.com/HXmk8odp2Jr0gRLKbyvnkm
أو
https://chat.whatsapp.com/DSIekMzPiT1CP3ucUnf5nW
أو
https://chat.whatsapp.com/HxN8zIr7kNH3GGb9UATpyL
أو
https://chat.whatsapp.com/DWrX8aeLDVd677TihKKOwE
أو
https://chat.whatsapp.com/Ie295Iw32qw11linnhaeCK
أو
https://chat.whatsapp.com/LqZ7xSeetil82KONzGWp82
أو
https://chat.whatsapp.com/B9twsd84wgsITCChqTE71R
ملاحظة: في حال امتلاء المجموعات السابقة اطلب رابطا جديدا من مشرف المجموعة.
شارك في نشر المجموعة أو نشر ما يُنشر فيها.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
👍
1