أيقونة الاتزان د.أحمد سمير
أيقونة الاتزان د.أحمد سمير
May 30, 2025 at 03:15 PM
د. آلاء النجار… أم فلسطينية فقدت كل شيء ولم تفقد إنسانيتها بقلم أيقونة الاتزان /  السفير د. أحمد سمير في زمنٍ يُصبح فيه الأمس بيتًا، واليوم مقبرة، والغد أمنية باهتة، تبرز الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار كرمز إنساني صادق، يُجسّد معاناة الأمهات في غزة، ويُعرّي قسوة الحرب التي لا ترحم أحدًا. في لحظةٍ يصمت فيها العالم، ويعجز فيها الكلام عن التعبير، كانت آلاء شاهدة على واحدة من أبشع جرائم الحرب، إذ استقبلت جثامين أطفالها التسعة الواحد تلو الآخر، ليس في بيت عزاء، بل في ممرات المستشفى الذي اعتادت أن تُعيد فيه الحياة لمن يحتضر. طبيبة في قلب الجحيم آلاء النجار لم تكن مجرّد اسم في قائمة الضحايا.
إنها طبيبة كانت تُنقذ الأرواح في قلب الجحيم تُعالج الأطفال، تُغالب التعب، وتواجه الموت بكل ما أوتيت من صبر وإيمان.
لكنها لم تتوقع يومًا أن يتحول بيتها إلى مقبرة جماعية، وأن تُحمَل إليها جثامين فلذات كبدها في المستشفى التي تعمل بها تحت القصف الإسرائيلي المستمر بأحدث الأسلحة الأمريكية والغربية . جريمة حرب: أطفال يُحرقون في أحضان أمهاتهم في غارة إسرائيلية على منزلها، فقدت آلاء أطفالها التسعة دفعة واحدة.
بيتها تحوّل إلى رماد، أحلامهم إلى أشلاء، وضحكاتهم إلى صمت أبدي. لم يكن ذنبهم إلا أنهم وُلدوا في غزة، المدينة التي يدفع أطفالها ضريبة الجغرافيا والهوية. حضنُ الموت… ودموعٌ بلا صراخ أمام عدسات الإعلام، وقفت آلاء تُقبّل رؤوس أطفالها الشهداء، تحتضن الجسد الذي اعتادت أن تخاف عليه من الحُمّى، لا من القصف.
لم تصرخ، لم تنهار، بل كانت دموعها لغةً أبلغ من كل الكلمات، تروي حكاية آلاف الأمهات اللاتي يُسلب منهن كل شيء، ويُطلب منهن بعد ذلك أن يتحلين بالصبر. من الألم إلى الواجب الإنساني رغم الفقد القاتل، لم تتخلَّ آلاء عن رسالتها.
عادت إلى المستشفى، إلى قسم الطوارئ، إلى وجع الناس. لم تعد تملك شيئًا تخاف عليه، لكنها احتفظت بإنسانيتها، وأكملت الطريق كطبيبة تُداوي الآخرين، وقد باتت هي الجرح الأكبر فيهم. ليست قصة مصنوعة … بل حقيقة يومية في غزة ما فعلته آلاء لا يدخل في خانة البطولات المصنوعة، بل هو تجلٍّ نادر للشجاعة الحقيقية: أن تخسر أبناءك جميعًا، وتنهض لتخدم أبناء الآخرين.
أن تواصل طريق الحياة، وهي تسير على رماد بيتك… وأشلاء أطفالك. العالم منشغل “بالتوازن”… وغزة تحترق وبينما تكافح آلاء من أجل الحياة، يقف العالم منشغلًا ببيانات متوازنة لا تنقذ طفلًا، ولا تمنع مجزرة.
ما تزال غزة تُقصف، وأمهاتها يُدفنّ أبناءهن بيديهن، أو يُتركن مع ذاكرة موجعة لا تندمل. آلاء النجار… صورة الحقيقة التي لا تُغطى آلاء لا تطلب نياشين ولا تعويضات، بل تُمثل آلاف الأمهات في فلسطين، اللواتي فقدن كل شيء… لكنهن لم يفقدن القدرة على العطاء.
وجهها اليوم هو وجه الحقيقة العارية، الذي لا تُغطيه بيانات سياسية ولا تُلجمه مبررات القتل. ضمير العالم… إلى متى الصمت؟ آلاء لا تحتاج إلى خطاب رثاء، بل إلى ضمير عالمي يصحو، إلى إعلامٍ لا يُساوي بين القاتل والضحية، إلى عدالة لا تموت تحت الأنقاض. وداعًا أطفال آلاء… وعذرًا باسم الإنسانية رحم الله أطفال آلاء، وأطفال غزة، وشفى جرحها الذي لن يندمل… لكنه، ربما يوقظ فينا شيئًا من ضميرٍ نائم، أو ما تبقّى منه. قراءة ممتعة أن شاء الله👌 بقلم د.أحمد سمير عضو هيئة مستشاري الأمم المتحدة 🇺🇳 #رؤية_2030 #تحيا_مصر #كن_أمميا #أيقونة_الاتزان #التنمية_المستدامة #د_أحمد_سمير
❤️ 1

Comments