اليوم العالمي للبيئة (World Environment Day) في الخامس من يونيو، يكتب العالم فصلاً جديدًا في روايته مع الكوكب، رواية عنوانها: "اليوم العالمي للبيئة" مناسبة سنوية قد تبدو في ظاهرها احتفالًا روتينيًا، لكنها في جوهرها صرخة استغاثة، موجهة من الأرض إلى من يسكنها. هل نحتفل بهذا اليوم حقًا؟ أم أننا نكتب على اللافتات ما نمزقه في الواقع؟ نزرع شجرة أمام الكاميرات، ونقطع غابة خلف الستار؟ نرفع شعار“إنقاذ الكوكب” بينما لا نطفئ حتى المصباح الزائد في منازلنا؟ البيئة لم تعد قضية علمية يقتصر الحديث عنها في مؤتمرات المناخ وتقارير الأمم المتحدة، بل تحوّلت إلى قضية وجود نحن لسنا مراقبين لانهيار الطبيعة، بل فاعلون فيه كل زجاجة بلاستيكية نرميها، كل لتر ماء نهدره، كل سيارة نشغّلها دون ضرورة، كلها أصوات تصوّت ضد الحياة. في الحقيقة، البيئة ليست مجرد أشجار وهواء وماء، إنها امتدادنا الجسدي والروحي حين نُدمّر البيئة، فإننا ندمر الشروط التي تجعل وجودنا ممكنًا فالسؤال اليوم لم يعد: كيف نحافظ على البيئة؟، بل: كيف نبقى أحياء دونها؟ العالم يختنق... من حرائق الغابات في كندا وأستراليا، إلى فيضانات أوروبا وآسيا، مرورًا بدرجات حرارة تتجاوز ما عرفه التاريخ... كل هذه ليست “كوارث طبيعية”، بل رسائل بيئية تقول: "كفى عبثًا" ورغم وضوح هذه الرسائل، لا يزال الكثيرون يتعاملون مع البيئة كأنها “ملف ثانوي” يُفتح في المناسبات ويُغلق في بقية العام لكن الأرض لم تعد تنتظر، ولم تعد تسامح. في العالم العربي، تأخذ أزمة البيئة بُعدًا أكثر تعقيدًا: من التصحر المتزايد، إلى شحّ المياه،وتلوّث الهواء في المدن الكبرى، إلى غياب سياسات جادة في كثير من الدول... نحن أمام واقع بيئي هشّ، بينما ما زالت الثقافة العامة تعتبر البيئة "ترفًا" لا ضرورة. لكن ماذا لو كانت أول خطوة نحو العدالة البيئية تبدأ من الوعي الفردي؟ أن نعيد التفكير في سلوكياتنا اليومية، أن نحمّل أنفسنا بعض المسؤولية بدل أن ننتظر التغيير من أعلى. وختاما في يوم البيئة العالمي... دعونا لا نحتفل، بل نعتذر من نهر فقد مجراه، ومن شجرة قُطعت، ومن هواء ملوّث، ومن أطفال سيكبرون في كوكب مريض لم يشاركوا في تخريبه. فلنجعل من هذا اليوم بداية التزام، وبداية إدراك بأن البيئة ليست خارجنا، بل نحن. قراءة ممتعة أن شاء الله👌 بقلم د.أحمد سمير عضو هيئة مستشاري الأمم المتحدة 🇺🇳 #رؤية_2030 #تحيا_مصر #كن_أمميا #أيقونة_الاتزان #التنمية_المستدامة #د_أحمد_سمير