اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف (World Day to Combat Desertification and Drought) في 17 يونيو، لا تحتفل الأرض، بل تستغيث في هذا اليوم، يذكّرنا العالم بـ اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، ليس كإجراء بيئي بروتوكولي، بل كنداء حقيقي من كوكب يذبل، وتربة تموت،وأمن غذائي يتصدع تحت حرارة الإهمال. فالتصحر ليس مجرد فقدان رقعة خضراء، بل هو نزيفٌ صامتٌ للتوازن البيئي، ومؤشرٌ قاتم على ما قد يحل بالبشر حين يُضيّعون علاقتهم مع الأرض. التصحر لا يعني فقط الرمال التي تزحف على المدن، بل يشمل أيضًا:                      تراجع خصوبة الأراضي الزراعية، وموت الغطاء النباتي، وندرة المياه، وتهجير الناس من أراضيهم بسبب الجوع والفقر. وفق تقارير الأمم المتحدة، نحو 40% من مساحة اليابسة في العالم متأثرة بدرجات مختلفة من التصحر، مما يؤثر على قرابة 3 مليارات إنسان وفي العالم العربي، المشهد أكثر قتامة، حيث تواجه مساحات شاسعة من الأراضي خطر التصحر الكامل، تحت ضغط الجفاف، والإفراط في الرعي، وغياب السياسات الزراعية المستدامة. الجفاف ليس مجرد صيف طويل بلا مطر، بل هو كارثة بطيئة تتسرب إلى القرى والحقول، تقتل الزرع، وتجفف الآبار، وتزرع النزاع فحين يشحّ الماء، تبدأ الحروب غير المعلنة، ويندفع الناس إلى الهجرة القسرية. الجفاف يهدد اليوم أكثر من 1.5 مليار إنسان، وبتغيّر المناخ، صار الأمر لا يتعلق بالطقس فقط، بل بسوء الإدارة، والاستهلاك الجائر،وغياب خطط التكيّف البيئي فالتصحر والجفاف ليسا "قضاءً طبيعيًا"، بل نتيجة بشرية بامتياز لذا فإن الحل ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى: وعي مجتمعي يتعامل مع الأرض ككائن حي، وإرادة سياسية تستثمر في مشاريع التشجير وحصاد المياه، وتعليم بيئي يبدأ من المدارس، وتعاون دولي يضع التصحر على طاولة الأمن القومي. رسالة الأرض في هذا اليوم: أمهلوني... أعيد الحياة في يوم مكافحة التصحر والجفاف، لنتذكر أن ما نزرعه اليوم هو ما نحياه غدًا وأن كل شجرة تُزرع، وكل قطرة ماء تُحفظ، وكل طفل يتعلمأن يحترم التراب، هو خطوة نحو كوكب أكثر عدلًا. وختاما التصحر ليس كارثة طبيعية فقط، بل هو مرآة لفشلنا الأخلاقي في حماية الحياة وكل حقل يُهمل، وكل غابة تُحرق، وكل نهر يُدنّس، هو جرحٌ في جسدنا نحن، لا جسد الأرض فقط. فلنُصغِ إلى صرخة التراب، قبل أن يتحوّل العالم إلى صحراء، لا ماءفيها ولا إنسان.   قراءة ممتعة أن شاء الله👌 بقلم د.أحمد سمير عضو هيئة مستشاري الأمم المتحدة 🇺🇳 #رؤية_2030 #تحيا_مصر #كن_أمميا #أيقونة_الاتزان #التنمية_المستدامة #د_أحمد_سمير