
شبكة خير أمة العلمية الدعوية
June 14, 2025 at 04:03 PM
الدرس السابع من أسماء الله الحسنى
*(السبوح)مع الشرح*
د/محمدراتب النابلسي
المؤمن عظمة الله عز وجل ملأت نفسه أما غير المؤمن مأخوذ بالدنيا:
أيها الأخوة:
(( مَنْ قال حين يُصبحُ: سبحانَ الله العظيم وبحمدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، وإذا أَمسى كذلك لم يَأتِ أَحدٌ يَومَ القيامةِ بأفْضَلَ مما جاءَ به ))
[ أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود عن أبي هريرة ]
كان عليه الصلاة والسلام:
(( إذا دَهَمَه أمر رفع رأسه، وقال: سبحان الله العظيم، اللهمَّ إليكَ المشتَكى وبك المستعَانُ، وعليك التُكْلانَ، يا حَيُّ يا قيُّوم ))
[ أخرجه الترمذي عن أبو هريرة ]
من أدق الأذكار التي رويت عن النبي عليه الصلاة والسلام:
(( سبحان الله العظيم وبحمده سبحان الله العظيم ))
الإنسان إذا رأى الكعبة المشرفة من السنة أن يقول:
(( ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عمر]
لماذا ؟ لأنه عرف الله العظيم، ما سوى المؤمنين عرفوا الدنيا.
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة الروم الآية: 7 )
أما المؤمن عرف الله العظيم، وبين معرفة المؤمن ومعرفة غيره ما بين الله وخلقه.
بطولة الإنسان أن يستعد للقاء الله عز وجل:
أخواننا الكرام، بشارة من رسول الله، الذي لا ينطق عن الهوى، يقول عليه الصلاة والسلام:
الأمراض نوعان: أمراض يشفى منها الإنسان، ومرض الموت لا يشفى منه، مرض الموت بوابة الخروج، كل واحد منا إذا سافر آخر مرحلة يعطوه بطاقة صعود للطائرة يحددوا له البوابة، وأنا أقول لكم وليس هذا من التشاؤم: كل واحد منا له بوابة خروج، هناك بوابة تبدأ من القلب، شي من الكليتين، شي من الدماغ، شي بحادث سير، كل واحد منا له بوابة خروج، بطولته أن يستعد لهذه البوابة، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( من عاد مريضا لم يحضُر أجلُه، فقال عنده سبع مِرَارِ: أسأل اللَّه العظيم، ربَّ العرشِ العظيم: أن يشفيَك، إلا عافاه اللَّه عز وجل من ذلك المرض ))
[ رواه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
لذلك من أجل أن تعرف الله العظيم، من أجل أن تكون مسبحاً، من أجل أن تستوعب أو أن تعرف هذا الكمال الإلهي، قال تعالى:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
( سورة الزمر )
خلق الله عظيم، كماله عظيم، يوم القيامة عظيم، قرآنه عظيم، وعده عظيم، وعيده عظيم، فلذلك المؤمن عظمة الله عز وجل ملأت نفسه، غير المؤمن عظمة مركبة، عظمة بيت، عظمة جمال امرأة، يعني غير المؤمن مأخوذ بالدنيا، بينما المؤمن مأخوذ برب السماوات والأرض.
فلو شاهدت عيناك من حسـننا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنا
ولو سمعت أذناك حُسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا
ولو ذقت من طعم المحـبَّة ذرةً عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنا
ولو نسمت من قربنا لك نسمةٌ لمـُت غريباً واشـتياقاً لقربـنا
ولو لاح من أنوارنا لـك لائحٌ تركــت جميع الكـائنات لأجلنا
فما حبنا سهلٌ وكل مـن ادعى ســهولته قلنا له قد جهـلتنـا
* * *
أكبر مصيبة تصيب الإنسان أن يكون من الغافلين:
أيها الأخوة الكرام، يجب أن نجتهد في التفكر في خلق السماوات والأرض حتى نسبح الله العظيم، حتى نكون من المسبحين، لا أن نكون من الغافلين، وأكبر مصيبة تصيب الإنسان أن يكون من الغافلين، البشر نوعان، نوع عرف الله، عرف عظمته، عرف ما عنده من إكرام لو أطعته، عرف ما عنده من عذاب لو عصيته، عرف الله فانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة، وإنسان آخر غفل عن الله، وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه، فهلك وشقي في الدنيا والآخرة، وقد أقول: ولن تجد في الأرض نموذجاً ثالثاً.
أشقى الناس من وضع نفسه في خندق معاد للدين:
أهل الأرض مؤمن وغير مؤمن، هناك من عرف العظيم، وهناك من لم يعرفه هناك من اتصل بالعظيم فسعد، وهناك من لم يتصل به، فكيف بمن يحارب عباد الله ؟ كيف بمن يحارب دينه ؟ كيف بمن يضع نفسه في خندق مضاد للدين ؟ هؤلاء أشقى البشر الذين وضعوا أنفسهم في خندق معاد للدين، الذين نصروا هذا الدين أين هم ؟ في أعلى عليين، أسماؤهم في لوحات الشرف في التاريخ البشري، وهؤلاء الذين حاربوا الدين أين هم ؟ في مزبلة التاريخ، في أسفل سافلين، والإنسان إما أن يكون فوق الملائكة، وإما أن يكون أدنى من أحقر حيوان في الأرض.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾
( سورة البينة )
ركب الملك من عقل بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما، فإن سمى عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــ
*
*👇رابط مجموعة العقيدة الإسلامية : 🔻*
https://chat.whatsapp.com/GSrV9vWdpPuIp8cJj1aaaN