شبكة خير أمة العلمية الدعوية
شبكة خير أمة العلمية الدعوية
June 14, 2025 at 04:36 PM
أفراحٌ أم أذى؟! ما إن يُعلن عن موعد الزفاف، حتى تهتزّ القرى وتضجّ الأزقة بأصواتٍ تصمّ الآذان وتوقظ النيام أصواتٌ تتجاوز حدود الفرح، لتبلغ حدود الأذى… مكبراتٌ تعلو بلا وعي وأناشيد وأغانٍ تتكرر بلا هوادة ليلَ نهار وكأن من حقّ الفرح أن يُعطِّل حياة الآخرين! أين ذهب الحياء؟ أين اختفى أدب الجوار؟ كيف طغى صخب الحفلات على أنين المريض ودمعة العاجز، وسكينة الطفل، وهدوء قارئ القرآن؟ أما سمع هؤلاء قول الله جل جلاله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [ أفراحٌ تُبنى على أوجاع الآخرين؟! ما هكذا تُفرَح المناسبات، وما هكذا يُحتفل بالنعم. نُدرك أن الناس يفرحون، وأن الفرح من سُنن الحياة، ولسنا هنا في معرض الفتوى بتحريم الغناء – وإن كان جل العلماء على تحريمه – لكن الحديث اليوم عن التجاوز في الصوت، والاعتداء في الوسيلة، والتعدي في الوقت والمكان. فحتى ما أُبيح في أصله، قد يُنهى عنه إذا جاوز حدّه، فكيف بما هو موضع خلافٍ وأذى معًا؟ ليت قومًا يفرحون بصمت، ويسرّون أحبابهم دون أن يزعجوا جيرانهم… ليتهم علموا أن أدب الفرح لا يقلّ شأنًا عن أدب الحزن، وأن احترام الناس فريضة لا تسقط في ساعات الطرب. رفقًا أيها الفرحون… فما كل من سمع ضحكتكم، شارككم فيها. منقول.

Comments