بسم الله الرحمن الرحيم (…ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ…) في عيد الغدير الأغر، نبارك لشعبنا العراقي العزيز وللأمة الإسلامية جمعاء هذه المناسبة العظيمة التي نُصّب فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وليا بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، ليكون الغدير منذ ذلك اليوم إعلانا لاقتدارٍ إلهي لا ينقطع، ومرتكزا للحق والعدل والشجاعة، ونموذجا للقيادة الربانية في أبهى صورها. لقد جاء الغدير تتويجا لمسار النبوة، وبيانا جليّا بأن الإمامة امتدادٌ للرسالة، وأنّ الأمة لا تُترَك بلا رايةٍ. فكان الغدير رمزا للثبات، ومعنىً للولاية التي تُبنى بها الأوطان، وتُصان بها الكرامات. وفي تزامنٍ مليء بالدلالات، يحتفل أحرار الأمة اليوم بعيد الولاية في ظل انتصاراتٍ عظيمة تحققها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضد العدو الصهيوني، وما هذه الانتصارات إلا ترجمة ميدانية لمعنى الولاية الحقّة، وللاهتمام بقيادة لا تساوم على كرامة الأمة، ولا تتراجع أمام الباطل. إننا في حزب اقتدار وطن، نستلهم من الغدير قوة المشروع، ومن أمير المؤمنين (عليه السلام) صلابة الموقف، ووضوح الرؤية، وثبات الراية، ونؤمن أن الاقتدار الحقيقي للأمم لا يصنعه السلاح وحده، بل تصنعه المبادئ والرجال الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم. وندعو في هذه المناسبة العزيزة إلى تعزيز ثقافة الولاية كمنهجٍ حضاري، وتجديد العهد مع خط العدالة والإصلاح، والوقوف صفا واحدا مع الشعوب الحرة في معركتها الكبرى ضد الاحتلال والظلم والفساد. عيد الغدير هو عيد الاقتدار، ولتكن هذه الذكرى المباركة محطةً لتعزيز الوعي، وبناء الثقة بالنفس، والانطلاق نحو مستقبلٍ تصنعه إرادة الشعوب الحرة المتوكلة على الله والتابعة لأوليائه. ثبتنا الله وإياكم على الولاية وكل عام وأنتم بخير، حزب اقتدار وطن 17 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 14 حزيران 2025م