
The Manhaj of The Salaf
June 3, 2025 at 07:19 PM
السؤال الثالث والأربعون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي وكيف صحتك وكيف الأهل والأولاد إن شاء الله تكونوا جميعا بخير
طمني عنك، شيخ بلال ما هو منهج وليد اسماعيل بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
الحمد لله:
بداية نبذه عن وليد إسماعيل: ولد ونشأ وليد إسماعيل والذي يكنى بأبي عائشة في محافظة الإسكندرية من عام (1975م)، في منطقة الهانوفيل، بالعجمي، ترعرع فيها ودرس في مدارسها حتى تخرج من معهد إعداد الدعاة، وبدأ مشواره الدعوي بعد تخرجه من المعهد وأصبح شخصية تلفزيونية ومقدم برامج حوارية، واشتهر بأسلوبه الحواري ونقاشاته المتخصصة في نشر الروايات الخاصة عن الصحابة وآل البيت في كتب أهل السنة والجماعة وأصبح فيما بعد المتحدث باسم ائتلاف التيار الإسلامي للدفاع عن الصحابة وآل البيت، واستضيف في العديد من البرامج في القنوات التلفزيونية العربية. انتهى من (موسوعة ويكيبيديا الرقمية).
أما عن منهجه:
1- تخرج من معهد إعداد الدعاة التابع للدعوة السلفية الحزبية (حزب النور) ومن رموزه (الدكتور ياسر برهامي).
2- يزعم أنه سني سلفي وصدق إن كان في مقابلة الشيعة، وأما في ميزان الشريعة فقد كذب وافترى على السلفية لما يأتي:
3- اعترف على نفسه أنه خرج مؤيدا لثورة 25 يناير 2011م في مصر، ولم نعلم عنه تراجعا ولا إنكاراً ولا تحذيراً من الثورات، ومن كان هذا حاله فليس بسلفي بل بليد في السلفية ولا يعرف عنها شيئاً، وإنما هو (ثورجي) خارجي، لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة (السلفية) في هذا الباب باختصار: عدم جواز الخروج على ولاة الأمور بالمعاصي وبالظلم وبالجور، ودليلهم حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، المتفق على صحته، قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: «أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا، عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ» أي: واضحاً صريحاً لا لبس فيه ولا احتمال، ففي هذه الحالة يجوز الخروج مع القدرة، وأما مع عدمها فلا يجوز، ولقد رأينا من المفاسد من جرَّاء هذه الثورات ما لا يعلم مداها إلا الله (كإراقة الدماء وزعزعة الأمن وسقوط دول في يد الخوارج (مليشيات) وانتشار المجرمين (البلطجية) وغلاء الأسعار وشح السلع والأدوية وغيرها من البلايا....). والله المستعان.
4- خرج وأثنى على الدواعش وهذا مسجل عنه ولما روجع في ذلك نفاه كذباً وزوراً، ومعلوم أن الرجل تسقط عدالته بالكذب، ولما روجع بصوته قال: إن مفهوم الدولة الإسلامية كان غير واضح لكثير من الناس في بداية الأمر، وهذا كذب بين لأنه أثنى على الدواعش باللفظ الصريح، وذكر مرة صراحة قال: أنا داعشي.
5- وأخطر مصيبة تحل بوليد إسماعيل أنه متخبط في العقيدة، فيقول بقول الأشاعرة في باب الأسماء والصفات، وينافح عن ذلك.
6- وأسلوبه في الدعوة إلى الله ركيك ومبني على المناظرات والمجادلات وهو مخالف ومضاد لأسلوب وسلوك السلف وهديهم، فقد اتفقت كلمة الأئمة الأعلام على ترك مناظرة أهل البدع والأهواء، وأختم هنا بنقلين عن العلماء في هذا الباب:
أ- قال الآجري – رحمه الله – في كتابه «الشريعة» [1/ 451-452] «فإن قال قائل: فإن كان رَجُلٌ قد علَّمه الله-عز وجل- علمًا فجاءه رجلٌ يسأله عن مسألةٍ في الدِّين يُنازعه فيها ويخاصمه، ترى له أن يناظره حتى تثبُت عليه الْحُجَّة، ويردَّ عليه قوله؟ قيل له: هذا الذي نُهينا عنه، وهو الذي حذَّرنَاه مَن تقدَّم من أئمَّة المسلمين. فإن قال قائل: فماذا نصنع؟ قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته، مسألة مسترشد إلى طريق الحقِّ لا مناظرة، فأرشده بألطفِ ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة، وقول الصحابة، وقول أئمة المسلمين – رضي الله عنهم -، وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك، فهذا الذي كَرِه لك العلماء، فلا تناظره، واحذره على دينك، كما قال مَن تقدَّم من أئمَّة المسلمين إن كنت لهم مُـتـَّبعـًا. فإن قال: فـنَدعُهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟! قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لِمَا تكلَّموا به أشدُّ عليهم من مناظرتك لهم، كذا قال مَن تقدَّم مِن السلف الصالح مِن علماء المسلمين». اهـ
وقال أيضًا [1/ 454-455] «فإن قال قائل: فإن اضَّطرني الأمر وقتًا من الأوقات إلى مناظرتهم، وإثبات الـحُجَّة عليهم ألا أناظرهم؟ قيل له: الاضِّطرارُ إنما يكون مع إمامٍ له مذهبُ سوء، فيمتحن الناس، ويدعوهم إلى مذهبه، كفِعل مَن مضى في وقت أحمد بن حنبل، ثلاثةُ خلفاء امتَحنوا الناس، ودعَوهم إلى مذهبهم السوء، فلم يجد العلماء بُدًّا من الذبِّ عن الدِّين، وأرادوا بذلك معرفة العامَّـة الحقَّ من الباطل، فناظروهم ضرورةً لا اختيارًا، فأثبت الله تعالى الحقَّ مع أحمدَ بنَ حنبل، ومَن كان على طريقته، وأذلَّ الله العظيم المعتزلة وفضحهم، وعرفتِ العامَّـةُ أن الحقَّ ما كان عليه أحمد ومَن تابعه إلى يوم القيامة، وأرجو أن يعيذ اللهُ الكريم أهلَ العلم من أهل السنة والجماعة من محنةٍ تكونُ أبدا». اهـ
ب- وقال الحافظ اللالكائي – رحمه الله – في كتابه «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» [1/ 19-20] «فما جُني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة، ولم يكن لهم قهر ولا ذلّ أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدًا ودردًا، ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا، حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقًا، وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا، حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة، وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة، حتى تقابلت الشبه في الحجج وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانـا وأخدانـًا، وعلى المداهنة خلانـًا وإخوانـًا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادًا، وفي الهجرة في الله أعوانـًا، يكفرونهم في وجوههم عيانـًا، ويلعنونهم جهارًا، وشتَّان ما بين المنزلتين، وهيهات ما بين المقامين، نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا، وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ويعصمنا بهما بفضله ورحمته» اهـ.
خلاصة القول: وليد إسماعيل ضعيف وليس بسلفي، ومفاسده على الدعوة إلى الله أكثر من منافعه، وإني لأرجو الله له التوبة من منهجه العفن الذي هو عليه، ويتعلم المنهج السلفي النقي ومن ثم يسلك مسلك العلماء السلفيين بحق ويدعو إلى الله.
وإن قال قائل: نتركه في مقابلة الشيعة ولا نكون عوناً للشيعة عليه أو من باب أخف الضررين؟ وكذلك من البديل؟
فالجواب: هذا عين الخطأ، أن تعالج الخطأ بخطإٍ مثله أو أشر منه، الواجب عليه أن يدعو إلى الله على بصيرة وحكمة مقتديا بالأسلاف العدول ولا تهمه النتيجة، وفي ذلك يقول شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «العلم» (ص19): (العلم نور يستضيء به العبد؛ فيعرف كيف يعبد ربه سبحانه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة). اهـ
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» [ج13 ص239]: (وهؤلاء المتأخرون - مع ضلالهم وجهلهم - يدعون أنهم أعلم وأعرف من سلف الأمة ومتقدميها). اهـ وقال أيضاً في «الفتاوى» [ج13 ص225]: (فما وافق الكتاب والسنة، فهو حق، وما خالف ذلك فهو باطل). اهـ فمنهج وليد إسماعيل منهج خبيث باطل لأنه مخالف للكتاب والسنة، ولو أن طالب علم قام على غربلة لقاءاته بميزان السلف لظفر بمجلد كبير من المخالفات والمغالطات، فاللهم غفراً.
ولا يغرنك بعض الحق الذي معه، فالباطل الذي عليه أشد وأعظم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الاستقامة» [ج2 ص178]: (الطرائق المبتدعة؛ كلها يجتمع فيها الحق والباطل). اهـ.
وأنصح إخواني بقراءة ونشر كتب: العلامة السلفي المجاهد إحسان إلهي ظهير رحمه الله تعالى وتقبله في عداد الشهداء، مثل: الشيعة والسنة، الشيعة وأهل البيت، الشيعة والقرآن، الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، وغيرها من الكتب الكثيرة النافعة التي كانت نبراسا لكل من أتى بعده فلقد كشف وعرى فيها أهل البدع من الشيعة والصوفية والروافض وغيرهم، ووليد إسماعيل وغيره عيال على كتبه، ويا ليته وغيره اقتفوا أثره في الرد على أهل الرفض والتشيع والتصوف لكان أنفع وأرشد وأسد.
هذا والله أعلم وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه.
وكتب: أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي - عفا الله عنه -
الثغر السكندري – حرسه الله-
الثلاثاء: 7 / ذو الحجة / 1446 هـ.
https://www.facebook.com/share/p/1CgLvVioPr/?mibextid=wwXIfr