
آل طَه وَياسِين
June 8, 2025 at 07:34 PM
صِبْغَةُ اللهِ تُزَيِّنُ العِيدَ
حُمْرَةُ الحُسَيْنِ وَخُضْرَةُ الحَسَنِ
ثِيَابُ العِيدِ مِنْ يَدِ جِبْرَئِيل
رُوِيَ أَنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
دَخَلَا يَوْمَ العِيدِ عَلَى حُجْرَةِ جَدِّهِمَا رَسُولِ اللهِ، فَقَالَا:
– يَا جَدَّاه!
اليَوْمُ يَوْمُ العِيدِ،
وَقَدْ تَزَيَّنَ أَوْلَادُ العَرَبِ بِأَلْوَانِ اللِّبَاسِ،
وَلَبِسُوا جَدِيدَ الثِّيَابِ،
وَلَيْسَ لَنَا ثَوْبٌ جَدِيدٌ،
وَقَدْ تَوَجَّهْنَا لِجَنَابِكَ لِنَأْخُذَ عِيدِيَّتَنَا مِنْكَ،
وَلَا نُرِيدُ سِوَى ثِيَابٍ نَلْبَسُهَا.
– فَتَأَمَّلَ النَّبِيُّ إِلَى حَالِهِمَا وَبَكَى،
وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِي البَيْتِ ثِيَابٌ تُلَائِمُهُمَا،
وَلَا رَأَى أَنْ يَمْنَعَهُمَا فَيَكْسِرَ خَاطِرَهُمَا،
فَتَوَجَّهَ إِلَى الأُحَدِيَّةِ،
وَعَرَضَ الحَالَ عَلَى الحَضْرَةِ الصَّمَدِيَّةِ، وَقَالَ:
– إِلَهِي! أَجْبِرْ قَلْبَهُمَا وَقَلْبَ أُمِّهِمَا.
– فَنَزَلَ جِبْرَئِيلُ مِنَ السَّمَاءِ تِلْكَ الحَالَ،
وَمَعَهُ حُلَّتَانِ بَيْضَاوَتَانِ مِنْ حُلَلِ الجَنَّةِ،
فَسُرَّ النَّبِيُّ ﷺ وَقَالَ لَهُمَا:
– يَا سَيِّدَي شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ!
هَاكُمَا أَثْوَابَكُمَا،
خَاطَهَا خَيَّاطُ القُدْرَةِ عَلَى طُولِكُمَا،
أَتَتْكُمَا مَخِيطَةً مِنْ عَالَمِ الغَيْبِ.
– فَلَمَّا رَأَيَا الخُلَعَ بِيْضًا، قَالَا:
يَا جَدَّاه!
كَيْفَ هَذِهِ وَجَمِيعُ صِبْيَانِ العَرَبِ
لَابِسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ؟
فَأَطْرَقَ النَّبِيُّ ﷺ سَاعَةً مُتَفَكِّرًا فِي أَمْرِهِمَا،
فَقَالَ جِبْرَئِيل:
– يَا مُحَمَّدُ!
طِبْ نَفْسًا وَقَرَّ عَيْنًا،
إِنَّ صَابِغَ صِبْغَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
يَقْضِي لَهُمَا هَذَا الأَمْرَ،
وَيُفْرِحُ قُلُوبَهُمَا بِأَيِّ لَوْنٍ شَاءَا،
فَأْمُرْ يَا مُحَمَّدُ بِإِحْضَارِ الطَّشْتِ وَالإِبْرِيقِ
– فَقَالَ جِبْرَئِيلُ: يَا رَسُولَ اللهِ!
أَنَا أَصُبُّ المَاءَ عَلَى هَذِهِ الخُلَع،
وَأَنْتَ تَفْرُكُهُمَا بِيَدِكَ فَتُصْبَغُ بِأَيِّ لَوْنٍ شَاءَا.
– فَوَضَعَ النَّبِيُّ حُلَّةَ الحَسَنِ فِي الطَّشْتِ،
فَأَخَذَ جِبْرَئِيلُ يَصُبُّ المَاءَ،
ثُمَّ أَقْبَلَ النَّبِيُّ عَلَى الحَسَنِ عليه السلام، وَقَالَ:
– يَا قُرَّةَ عَيْنِي! بِأَيِّ لَوْنٍ تُرِيدُ حُلَّتَكَ؟
– فَقَالَ: أُرِيدُهَا خَضْرَاءَ،
فَفَرَكَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ فِي ذَلِكَ المَاءِ،
فَأَخَذَتْ بِقُدْرَةِ اللهِ لَوْنًا أَخْضَرَ بَاقِيًا،
كَالزُّمُرُّدِ الأَخْضَر،
فَأَخْرَجَهَا النَّبِيُّ وَأَعْطَاهَا لِلْحَسَنِ، فَلَبِسَهَا.
– ثُمَّ وَضَعَ حُلَّةَ الحُسَيْنِ فِي الطَّشْتِ،
وَأَخَذَ جِبْرَئِيلُ يَصُبُّ المَاءَ،
فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ إِلَى الحُسَيْنِ –
وَكَانَ لَهُ مِنَ العُمْرِ خَمْسُ سِنِينَ –
– وَقَالَ: يَا قُرَّةَ عَيْنِي! بِأَيِّ لَوْنٍ تُرِيدُ حُلَّتَكَ؟
– فَقَالَ الحُسَيْنُ عليه السلام:
يَا جَدَّاه!
أُرِيدُهَا حَمْرَاءَ،
فَفَرَكَهَا النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ فِي ذَلِكَ المَاءِ،
فَصَارَتْ حَمْرَاءَ كَاليَاقُوتِ الأَحْمَر،
فَلَبِسَهَا الحُسَيْنُ، فَسُرَّ النَّبِيُّ بِذَلِكَ.
وَتَوَجَّهَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ إِلَى أُمِّهِمَا فَرِحَيْنِ مَسْرُورَيْن،
فَبَكَى جِبْرَئِيلُ لَمَّا شَاهَدَ تِلْكَ الحَال،
– فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: يَا أَخِي!
فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ الَّذِي فَرِحَ فِيهِ وَلَدَايَ،
تَبْكِي وَتَحْزَنُ؟ فَبِاللهِ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي.
– فَقَالَ جِبْرَئِيلُ:
اعْلَمْ يَا رَسُولَ اللهِ!
إِنَّ اخْتِيَارَ ابْنَيْكَ عَلَى اخْتِلَافِ اللَّوْنِ،
فَلَابُدَّ لِلْحَسَنِ أَنْ يَسْقُوهُ السُّمَّ
فَيَخْضَرَّ لَوْنُ جَسَدِهِ مِنْ عِظَمِ السُّمِّ،
وَلَابُدَّ لِلْحُسَيْنِ أَنْ يَقْتُلُوهُ وَيَذْبَحُوهُ،
وَيُخَضِّبَ بَدَنَهُ مِنْ دَمِهِ.
فَبَكَى النَّبِيُّ، وَزَادَ حُزْنُهُ لِذَلِكَ.
📜– مَدِينَةُ المَعَاجِزِ ٣: ٣٢٥ ح 911.
❤️
💔
😭
5