القرآن… كتابٌ لا يُمَلّ، رغم التكرار يزداد بهاءً "كلامٌ يُتلى صباح مساء، فلا تملّه الأرواح، ولا تكلّه القلوب" هل رأيت كتابًا يُقرأ منذ ١٤ قرنًا بلا انقطاع؟ هل رأيت كلامًا يُتلى مئات المرات، ثم تزداد له شوقًا كأنك تقرأه لأول مرة؟ هل رأيت كتابًا كلّما قرأته… اكتشفت منه جديدًا، وفاض عليك من أنواره المزيد؟ إنه القرآن الكريم، كلامُ ربِّ العالمين، لا يُشبهه كلام، ولا يُمَلُّ منه مهما تكرّر. قال الإمام الشافعي رحمه الله: > "كلما ازددت فيه نظرًا، ازددت فيه علمًا." وقال عثمان بن عفّان رضي الله عنه: > "لو طهرت قلوبُنا، ما شبعت من كلام الله." تسمعه اليوم… فتُبكيك آية، وتسمعه غدًا… فتُضيء لك آيةٌ أخرى، ثم بعد أيام… تسمع نفس الآية، فتشعر أنّها قيلت لك وحدك، وفي تلك اللحظة بالذات! ذلك لأن القرآن "لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق من كثرة الرّدِّ" كما قال ﷺ. قال ابن تيمية رحمه الله: > "القرآن يُخاطب كل جيل بما يناسبه… فمن تدبّره وجد فيه دواءَ كلّ داء، وهدايةَ كلّ حائر، وجوابَ كلّ سؤال." لو قرأت كتابًا بشريًا مرتين… مللت، أما القرآن… فكلّما أعدتَه، زاد في قلبك نورًا، وفي عقلك فهمًا، وفي روحك سُكنى. قال الله سبحانه: "الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم" [الزمر: 23] فهو متشابه… لا تضجر منه، ومثاني… يُكرَّر فتزيد به حياة.