سؤال عميق: "من هو الغني في منطق الله، ومن هو الغني في منطق الناس؟" فلننظر في الفارق بين الميزانين، لنتأمل المعنى ونتدبر الحقيقة: --- 🌿 الغني في منطق الناس: هو من كثر ماله، وامتلك البيوت، والسيارات، والأراضي، والأسهم. هو من تهابه القلوب وتُفتح له الأبواب لأنه يملك. يقاس غناه بالأرقام، وبما في يده لا بما في قلبه. قد يكون بخيلاً، متكبرا، قلقاً، يخشى الفقر، ويعبد المال دون أن يشعر. > "المال في منطق الناس قوة وهيبة، لكنه لا يشتري السكينة ولا يضمن الكرامة في الآخرة." --- 🌌 الغني في منطق الله: هو من استغنى بالله عن الناس، ورضي بما قسمه الله له، ولم يطمع فيما في أيديهم. هو من كانت نفسه مطمئنة، وإن خلا جيبه من المال. الغنى عند الله غنى النفس، كما قال النبي ﷺ: > "ليس الغِنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنى غِنى النفس." (رواه البخاري ومسلم) هو من ينفق في سبيل الله، ويعطي مما يحب، ويعلم أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. هو من عرف أن المال أمانة، وسيسأل عنه كيف كسبه وفيما أنفقه. --- 💫 تأمل هذا: > قد يرى الناس فقيرًا بثيابٍ رثة، لكنه عند الله أغنى من ملوك الأرض، لأنه غني بالله، مطمئن، زاهد، موصول. --- 📖 من القرآن: > "وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ" أي أغناك بالله، بالإيمان، بالرسالة، باليقين... لا بالأموال. --- ✨ الختام: الغنى الحقيقي ليس ما في اليد، بل ما في القلب. الفقير من افتقر إلى الله فغناه محفوظ، أما من استغنى عن الله فمهما ملك، فهو أفقر الفقراء.