المسك 🤍🤍
المسك 🤍🤍
June 12, 2025 at 08:15 PM
*النابغة الجعدي* وهو قيس بن عبدالله -رضي الله عنه-، من بني جعدة، من الشعراء المخضرمين، وسمي بالنابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن الخمر قبل ظهور الإٍسلام، ووفد على النبي ﷺ في السنة التاسعة على رأس قومه فأسلم، وأدرك صفين، فشهدها مع علي، ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره، وقد جاوز المئة. أنشد النابغة قصيدةً طويلة أمام النبي ﷺ، ومنها قوله: خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا تبعتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا بَلَغنَا السّما مَجداً وَجوداً وَسُؤدَداً وَإِنّا لَنرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا فقال له النبي ﷺ : أين المظهر يا أبى ليلى؟ فقال: الجنة يا رسول الله، فقال ﷺ: أجل إن شاء الله. ثم يقول -وهو من عيون الحكمة-: وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ حَلِيمٌ إِذَا ما أَورَدَ الأَمرَ أَصدَرا وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ بَوَادِرُ تَحمي صَفوَهُ أَن يُكَدَّرا فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ وفِي الجَهلِ أَحياناً إِذا ما تَعَذَّرا كَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفوا شُرورٌ وَخيرٌ لا بَلِ الشَرُّ أَكثَرا فقال له النبي ﷺ : *لا يفضُضِ اللهُ فاك* فعاش مائة وعشرين سنة وما سقطَ من أسنانهِ شيء.

Comments