موقع دار الحديث بالشحر
                                
                            
                            
                    
                                
                                
                                May 24, 2025 at 12:58 PM
                               
                            
                        
                            *`البشائر في فضل تتابع المواسم (2)`*
بسم الله الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. 
أما بعد:
 فإن مسألة تتابع المواسم على الدوام واستمرارها بين الفينة والاخرى طيلة العام لهي تشير إلى دلالات، منها الإشارة إلى أهمية ( الأعمال ). 
فالعمل الصالح هو الذي لأجله أوجد ربنا ( الأنام ) من إنس وجان   ﴿ *وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ* ﴾ [الذاريات: ٥٦]. 
والعمل الصالح هو سر بقائنا في هذه الدنيا  ﴿ *يا أَيُّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَميدُ  إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَيَأتِ بِخَلقٍ جَديدٍ  وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزيزٍ* ﴾ [فاطر: ١٥-١٧]. 
ليس بصعب على ربنا أن يهلكنا ويخسف بنا الأرض متى ما تمردنا على دينه وتطاولنا على شريعته
وأعرضنا عن الاعمال الصالحة. 
العمل الصالح هو الذي به ننال حظ الدنيا والآخرة ﴿ *مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً* ﴾ [النحل: ٩٧]. 
العمل الصالح هو الذي به يغير الله أحوال العباد الى أحسن حال ﴿ *إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم* ﴾ [الرعد: ١١]. 
فبه يكون ستر الحال وراحة البال وجمع الشمل بالأقارب والأرحام
وبه تكون قوة الأبدان والأجساد وسعة الأرزاق. 
وبه يحل الأمن والأمان على ربوع البلدان والاوطان. 
﴿ *وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ* ﴾ [الأعراف: ٩٦]. 
فالعمل الصالح شانه عظيم وقدره رفيع. 
لكن لما كان  ( الإنسان ) يعتريه - دائما وأبدا - النقصان فهو عرضه للغفلة والنسيان،  ولوساوس وتثبيط الشيطان والنفس الآمرة بالمعصية والطغيان. 
فهذا وذاك  من أسباب ( بعده وتقاعسه ) و ( خموله وتكاسله ) عن مضمار ( الأعمال ). 
فهنا تأتي فائدة ( تتابع المواسم ) فتأخذ بيد المسلم بين الفينة والأخرى وقد دبّ إليه ( الكسل والخور ) و ( الضعف والوهن ) فتدفعه للإمام والاستمرار والدوام على قرع باب الأعمال. 
فلله الحكمة البالغة. 
✒️  كتبه/
*`أبو هاشم جمال بن سرور`*
المدرس بدار الحديث بالشحر
📌 رابط المقال على قناة التليجرام:
https://t.me/abu_hashem/2300