موقع دار الحديث بالشحر
موقع دار الحديث بالشحر
May 26, 2025 at 02:28 PM
*`البشائر في فضل تتابع المواسم (4)`* الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. *`أما بعد /`* فإن مما نتعظ به معاشر أهل الإسلام ونحن تمر علينا مثل هذه المواسم الكرام على مدى الأزمان والأعوام ما يكون من معرفتنا لفضيلة (إطالة الاعمار). هذه النعمة التي ليست بحولنا ولا بقوتنا، وإنما هو فضل محض من ربنا أن أطال في أعمارنا لكي ندرك مواسم ديننا. كم من أناس هم أشد منّا حباً وأكثر منا حرصاً لكي يكونوا الآن معنا لكن باغتهم الأجل ووافتهم المنية وقضوا نحبهم وحيل بينهم وبين ما يشتهون فاصبحوا من أهل القبور. *`إن (نعمة العمر)`* هي ليست بحد ذاتها نعمة إلا إذا استغلت بما يعود عليه نفعه على صاحبه في الدنيا والآخرة، وفي الحديث (*اغتنم خمسا قبل خمس...حياتك قبل موتك* ) وجاء من حديث أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (*لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع -ومنها- عن عمره فيما أفناه* ) الحديث. فالعبرة بالأعمار أن تستغل بطاعة الرحمن وبحسن الأعمال وإلا فهي لصاحبه شر ووبال وخسارة وحرمان، قال عليه الصلاة والسلام (*خياركم أطولكم اعماراً أحاسنكم أعمالا* ) وقال أيضا ( *خير الناس من طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله* ). بل إن يوماً يقضيه المسلم في هذه الدنيا ليرتفع به في الجنة الدرجات العلى، فعن عبيد بن خالد رضي الله قال آخى رسول الله بين رجلين فقتل أحدهما ثم مات الآخر بعده فدعونا له (*اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم الحقه بصاحبه* ) أي يكون بمنزلته، فقال رسول الله ( *فأين صلاته بعد صلاته وأين صيامه بعد صيامه وأين عمله بعد عمله ! فلما بينهما كما بين السماء والأرض* ). وفي رواية أن بين مقتل الأول وموت الآخر (جمعة) أي أيام !! ولكنها أيام قد اغتنمها صاحبها بالأعمال فكانت كفيلة في (رفعة الدرجات) والرقي في (أعالي الجنات). فما ظنكم بعبد يمدّ الله له في عمره ويجعل له فسحة من دهره لحضور هذه المواسم المباركات! فلله الحمد حمداً من بعد حمد على نعمة إطالة (الأعمار). ✒️ كتبه/ *`أبو هاشم جمال بن سرور`* المدرس بدار الحديث بالشحر 📌 رابط المقال على قناة التليجرام: https://t.me/abu_hashem/2302

Comments