كل سنة، أنجح. أوصل، أحقق، أتصوّر جنب إنجازاتي وأنا حاسس إني عامل الصح. والناس تصفّق، واللافتات تتعلّق، بس جوايا… في فراغ بيكبر، وصوت بيهمس لي: "ده مش الطريق." أرجع تاني… مشي بالعكس، لحد ما أوصل لنقطة الصفر. المكان اللي بدأت منه، وأنا لسه خام… ولسه صادق. كأني بدور على ذاتي وسط الزحمة، كأني كل ما أطلع سلمة، أبص تحت وأندهش: "هو أنا كنت فوق ليه؟ وكنت طالع أعمل إيه؟" نقطة الصفر مش هروب، هي الونس الحقيقي، المكان اللي الدنيا ما لحقتش تلوّثني فيه، ولا الطموح غطّى على قلبي. يقول نجيب محفوظ: "الرجوع إلى الأصل فضيلة… لا ضعف." وأنا أقول: "نقطة الصفر مش بداية… دي أنا وأنا لسه نضيف." أوقات النجاح بيبقى وشّه حلو وصوته عالي، بس حضنه بارد. والنقطة اللي بدأت منها؟ بسيطة… بس فيها دفى. فأنا لما أرجع، ما برجعش عشان أبدأ من جديد، أنا برجع أفتكر أنا مين… قبل ما العالم يغريني، وقبل ما الإنجاز يسرقني مني.