‏*يُربِّيك الله بالابتلاء.. طالما أنت راضٍ* ‏*حين تشتدّ الأزمات، وتضيق الأرض بما رحبت، وتكثر التساؤلات في القلب قبل اللسان:* ‏ *لِمَ أنا؟* ‏*لماذا كل هذا الثقل؟* ‏*أين الفرج؟* ‏*يتسلّل إلى قلب المؤمن* ‏*الإيمان والبقين .إنه الله يُربِّيك.* ‏*وأنت تعلم يقيناً أن الابتلاء ليس عقوبة، ولا الضيقٍ غضب، بل هو صقلٌ وتربية، ارتقاءٌ لا انتقام.* ‏*الله سبحانه لا يختبرنا ليُهلكنا، بل ليُعدّنا.* ‏*ويُربِّينا لنكون أكثر صفاءً، أكثر صلابة، أقرب ما نكون منه.* ‏*✦ الابتلاء… فصلٌ من فصول التربية الإلهية* ‏*إن التربية بالنعمة أمر يسير، ولكن التربية بالمنع، بالفقد، بالألم… هي التربية العميقة.* ‏*تربية تُعلِّمك كيف تثبُت إذا اهتزّت الدنيا، وتُعيد ترتيب أولوياتك، وتُنقّيك من شوائب الغفلة.* ‏*ولأن الله أرحم بك من نفسك، لا يتركك على حالك إن رآك تستحق مقامًا أعلى، فيأخذك عبر طريق الابتلاء إليه.* ‏*رضاك لا يعني أن الألم غير موجود، بل يعني أنك فهمت الرسالة، فوثقت بالمرسِل، وسكنت نفسك تحت جناح حكمته.* ‏*الرضا يُغيِّر مشهد الابتلاء من ضيقٍ خانق إلى محطة تربيةٍ راقية.* ‏*من رضي بما كتبه الله، عاش أقوى مما يظن، وأهدأ مما يتوقع، وأقرب إلى الله مما كان يتمنى.* ‏*في لحظة الرضا، ينكسر شيء من التمرّد في النفس، وينبت فيها يقين جديد:* ‏“*إن الله ما ابتلاني إلا ليربيني، وما أخذ إلا ليعطيني، وما أوجعني إلا ليشفيني.”* ‏*إذا مرّ عليك البلاء، فلا تسأل: “متى أنجو؟”، بل اسأل:* ‏“*ماذا يريد الله أن يُصلح فيَّ؟* ‏*ماذا يُربيني عليه؟”* ‏*فالبلاء وإن كان مؤلمًا، لكنه بريد التربية الإلهية، ومفتاح الرفعة إن رضيت.* ‏*حين يُربّيك الله بالابتلاء، لا تظن أنك وحدك في دائرة التصفية.* ‏*فكما يُظهر لك ما في قلبك من يقين أو ضعف، يُظهر لك أيضًا ما في قلوب من حولك.* ‏*في الشدة، لا يطيل الناس الوقوف حولك…* ‏*يتكشّف المُحبّ من المدّعي، والوفيّ من الموسمي، وتُسقط الريح من كان يتظاهر بالثبات.* ‏*هناك من سيختفي لأنك لم تعد مُفيدًا له،* ‏*وهناك من سيبقى لأنك في قلبه قبل أن تكون في راحته.* ‏*وهؤلاء… هم الكنز الذي يُهديه الله لك حين يحرمك من غيرهم.* ‏*الابتلاء يُغربل دوائرك،* ‏*ويُخلّصك من الزائفين،* ‏*ليُبقي لك من يُشبهك* ‏*صدقًا وولاءً، فتخرج من الشدة وقد عرفت:* ‏*مَن الذي كان يحمل قلبًا، ومن كان يحمل قناعًا.* ‏*فلا تحزن إن قلّوا، ولا تتألم إن انكشفوا،* ‏*فربّك يُربّيك، ويُصفّي بيئتك، ليزرع حولك من يُعينك لا من يُرهقك* ‏✍🏻…رواء الروح