
خَيــرُ أُمَّــــة
May 31, 2025 at 09:02 AM
خطبة في وجوب العناية بحقوق الله
الحمد لله الذي أيقظ الغافلين، ونفع بالتذكرة المؤمنين، فلم يشتغلوا بالدنيا وحدها، بل جمعوا بين الدنيا والدين، وعرفوا ما لربهم من الحق، فقاموا به قيام الصادقين، أحمده حمد الحامدين، وأشكره وأستعينه، فهو نعم المولى ونعم المعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله حق تقواه لتفوزوا بنعيمه ورضاه، فإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته، فطوبى لمن قام بحق مولاه، فحقه عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شركًا خفيًا ولا جليًا، وأن تحققوا المتابعة والإخلاص، ويكون الله وحده لكم ناصرًا ووليًا، فتداركوا أعماركم بالتوبة النصوح، وإصلاح الأعمال قبل احترام النفوس وحضور الآجال، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله وطاعة ذي الجلال، كيف تغترون بالدنيا وقد أمدكم بعمر يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير؟!
وقد علمتم أن الأجل ينطوي والإنسان في كل لحظة يرحل ويسير، يا عجبًا لنا نضيع أوقاتنا -وهي أنفس ما لدينا- باللهو والبطالات، وقد جعلنا الدنيا دار قرار، وإنما هي دار العمل والتزود واغتنام الخيرات، يا عجبًا تستوفي جميع مراداتك من مولاك ولا تستوفي حقه عليك، وأنت متبع لهواك، وتعرض عن مولاك وقت الرخاء والسراء، وتلجأ إليه حين تصيبك الضراء، أكرمك وقدمك على سائر المخلوقات، فقدمه في قلبك، وقدم حقّه على كل المرادات، من أقبل على ربه تلقاه، ومن ترك لأجله وخالف هواه عوضه خيرًا مما تركه، ورضي عنه مولاه، ومن قدم رضى المخلوقين على رضاه فقد خسر دينه ودنياه، ومن أعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكًا، وذلك بما قدمت يداه، ومن توكل عليه صادقًا من قلبه، يسّر له أمره وكفاه، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾، وحفظه من الشر وحماه.
قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
#الخطب_المنبرية